مستجدات قضية قطع أكثر من 200 شجرة من أشجار الزان المعمّرة

 مروى الدريدي-

استغلّ عدد من الأشخاص حالة الحجر الصحي الشامل وحظر الجولان للاعتداء على الملك الغابي بمنطقة عين سلام بعين دراهم من ولاية جندوبة، والقيام بجريمة بيئية تمثلت في قطع أكثر من 200 شجرة من أشجار الزان المعمرة والتي تعود لأكثر من 300 سنة، ما يعتبر تدميرا لمنظومة إيكولوجية فريدة ونادرة لا يمكن اصلاحها.
 
وشجر الزان يعيش في المناطق المعتدلة في أوروبا وآسيا ومناطق أخرى من العالم، وهو نادر في الوطن العربي، وهو من الأشجار المعمرة والتي لا توجد في تونس إلا بالشمال الغربي، وتحتاج لعوامل طبيعية خاصة للنمو، ويصل إرتفاعها إلى 30 مترا خلال مائة سنة، وكلما كبرت يزداد نموها ضخامة، وتعتبر هذه الشجرة مغرية للعديد من المستثمرين في تصنيع الخشب لأن خشبها قاس ويستعمل لصناعة الأثاث الفاخر، كما يمنع القانون يمنع منعا باتا قطعها أو تقليمها أو المساس بها لأي سبب كان، وذلك لندرتها عالميا، فضلا عن كونها من الأشجار المهددة بالانقراض.
 
وفي إطار متابعة قضيّة تعمّد القيام بقطع هذه الأشجار المعمرة بمنطقة عين الحمراية بمعتمدية عين دراهم، تمت مداهمة منازل المعتدين وحجز كميات هامة من مادة الفحم تقدّر بحمولة خمسة عشرة شاحنة، وفقا للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
 
كما تم حجز خمس آلات قطع الأشجار تعمل بمحرّك وكميات كبيرة من الحطب الأخضر المعدّ للتفحيم، وقد تمّ تأمين المحجوز وتحرير محاضر ومخالفات في الغرض.
 
كما تمّت مباشرة قضايا عدليّة ضدّ المخالفين الذين تمّ ايقاف 8 اشخاص منهم على ذمة التحقيق، وسيتم توجيه إستدعاءات لبقيّة المخالفين وعددهم 18 للتحقيق معهم في وقت لاحق.
 
وستتقدّم وزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية بمطلب للجهات القضائيّة المختصّة لإحالة المتورّطين في قطع الاشجار بغابة عين سلام على معنى الفصل 14 من قانون مكافحة الإرهاب الذّي يصنف الاعتداءات على الأمن الغذائي وعلى التوازنات البيئية من الجرائم الإرهابية.
 
من جانبها دعت وزارة البيئة، إلى مزيد التحلي باليقظة والتبليغ عن كل الاعتداءات على الثروات الغابية وملك الدولة الغابي والبحري قصد حماية هذه الثروات الوطنية وحقوق الأجيال الحالية والقادمة، مذكرة "بالاعتداءات المتزايدة على الثروات الطبيعية ومكوناتها الحية النباتية والحيوانية ابشعها ما تم تسجيله خلال الليلتين الفاصلتين بين 4 و6 أفريل 2020 بغابات الشمال الغربي تحديدا بمنطقة عين سلام من معتمدية عين دراهم (ولاية جندوبة)، حيث تم قطع حوالي 200 شجرة من أشجار الزان معمّرة تعود لأكثر من 300 سنة.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.