تلعب مراكز النداء ( les centres d'appel) دور رياديا في المنظومة الاقتصادية بصورة عامة فنشاطها يمس كل القطاعات الحيوية . وهذا القطاع حديث النشأة لا يتعدى عمره بالسنوات عدد اصابع اليدين في تونس .وهذه المراكز عبارة عن مركز اتصالات تشغله شركة لدعم المنتجات او التعامل مع الاستفسارات وتقديم المعلومات للمستهلكين .و لمزيد التعريف بهذا القطاع التقت حقائق اون لاين رئيس الغرفة الوطنية بمراكز النداء السيد رضا بن عبد السلام وكان معه الحوار التالي:
لو نتعرف على مراكز النداء و الدور الموكول اليها بالتحديد؟
مراكز النداء هي مؤسسات خدماتية حديثة النشأة بتونس حيث لا يتعدى عمر هذا القطاع العشر سنوات ففي سنتي 2001/ 2002 تم بعث مؤسستين اجنبيتين كبيرتين انتصبتا بتونس لتنشطا في مجال اختصاصهما ومن هنا بدا القطاع يتوسع شيئا فشيئا علما وان نشأته الأولى كانت بالولايات المتحدة الامريكية ثم تحولت هذه التقنية الخدماتية الى اوروبا ومنها الى تونس والتي تعتبر سباقة امام العديد من الدول العربية الاخرى .و كانت مراكز النداء قبل عشر سنوات تعتمد العمليات الاشهارية وبيع المنتوجات المحلية عبر الهاتف اما الآن فقد اخذ القطاع منعرجا آخر اذ اصبح نشاط مراكز النداء يعتمد على النشاطات الاقتصادية المتطورة كسوق الانترنات… والطيران والبورصة والبنوك والتأمينات.
هل ان الوضع الاقتصادي له تأثيرات جانبية على قطاع مراكز النداء؟
هذا امر طبيعي ناهيك ان هناك عشرات الشركات التي اغلقت ابوابها من جراء الازمة الاقتصادية الخانقة التي اصبحت تمر بها البلاد لان نشاط شركات مراكز النداء مرتبط اساسا بالوضع الاقتصادي والتجاري العام في البلاد ، علما و ان هذه المراكزلم تكن تتمتع بأية امتيازات بنكية او غيرها .
كم عدد المؤسسات الناشطة في القطاع حاليا؟
ليس لدي الآن الارقام الدقيقة وما اعلمه ان هناك ما يقارب مائة مؤسسة اوصدت ابوابها لظروف اقتصادية خانقة وسوف نوافيكم لاحقا بالعدد الجملي الدقيق لمراكز النداء الناشطة حاليا، اما في ما ما يخص الطاقة التشغيلية للقطاع فهو يشغل الآن ما يقارب 20 الف بين عامل ومختص وهناك امكانية في الترفيع في الطاقة التشغيلية للمراكز اذا ما توفرت الظروف الاقتصادية والامنية الملائمة.
هل فكرت مراكز النداء التونسية في توسيع دائرة نشاطها واقتحمت الاسواق الافريقية التي يقول عنها بعض الخبراء انها واعدة؟
صحيح ان السوق الافريقية واعده لكن الامر ليس بالسهولة التي يعتقدها البعض فيجب ان تكون هناك استراتيجية مثلى تعتمد في هذا الجانب تشارك فيه كل الاطراف الفاعلة في المنظومة الاقتصادية والسياسية فالبلدان الافريقية لازال بعضها يرزح تحت مظلة الفوضى ولا يمكننا المجازفة .
السوق الخليجية لها عملاؤ ها ولديهم متعاونوهم ولهذه الاسباب لا يمكنها اقتحام السوق الخليجية فهي صعبة المراس وعليه حاولنا ان نحصر نشاطنا في الاتحاد الاوروبي فهذه السوق لازالت شاسعة. والمهم دائما في تعاملاتنا معها اعتمادنا للاستراتيجيات المثلى .
كيف تقيمون الوضع الاقتصادي الحالي للبلاد وما هي تنبؤاتكم بمستقبله؟
انا بطبيعتي متفائل دائما وأضع نصب عيني شعار "اشتدّي أزمة تنفرجي" . وما حدث في تونس ليس بالامر الهين وما تحقق ليس بالامر السهل مقارنة بدول الربيع العربي الأخرى . والمهم هو ان يجتهد كل منا من موقعه و بذلك نحقق الاهداف المنشودة التي تنتظرها البلاد والعباد.
