تعددت الانتقادات الموجهة للسياسة الخارجية والدبلوماسية …
تعددت الانتقادات الموجهة للسياسة الخارجية والدبلوماسية المعتمدة من قبل السلطات التونسية واختلفت التقييمات حولها سيما بعد تكرر زيارات بعض قيادات الأحزاب السياسية لعدة دول وتقمصها أدوار الدبلوماسيين.
ويرى مراقبون وسياسيون أن الديبلوماسية التونسية تعيش حالة من الوهن منذ الثورة بعد تدخل قيادات الأحزاب السياسية في الشأن الدبلوماسي في حين يرى آخرون أن هناك تنسيقا بين الخطوط الحزبية والهياكل الرسمية ممثلة في رئيس الجمهورية.
وقال المحلل السياسي خليفة بن سالم في تصريح لحقائق أون لاين إن الديبلوماسية التونسية تعيش حالة من الوهن منذ الثورة معتبرا أن آدائها بقي هزيلا ما يعكس بالضرورة ضعف الحكومات المُتعاقبة.
وشدد بن سالم على أن وزارة الخارجية التونسية فشلت في التسويق للثورة وللانتقال الديمقراطي وحتى للإستقرار الأمني والإجتماعي الذي تعيشه تونس منذ فترة وهو ماكان سببا في غياب الدعم الأجنبي لتونس، مؤكدا في ذات السياق على أن الآداء الديبلوماسي غير مقبول ودون المأمول ولم يحقق في جزء كبير منه الأهداف المرجوة للخارجية التونسية، وفق تعبيره.
وعن التحركات الكثيرة التي يقوم بها رؤساء الأحزاب على غرار رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي والأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق وعلاقتها بالديبلوماسية التونسية، أشار خليفة بن سالم أن زيارات الغنوشي لم تقدم أي إضافة مادية لتونس سوى إقتصاديا أو سياسيا أو حتى إجتماعيا على الرغم من أن بعض زياراته كان لدول مثل تركيا التي تمثل حليفا واضحا للغنوشي لكنها لم تقدم شيئا ملموسا.
وقال إن زيارات محسن مرزوق إلى باريس غير مهمة بتاتا بإعتبار أن الأخير لا يُمثل رقما مهما في المعادلة الإقليمية مضيفا أن دوره الخارجي في التسويق لتونس سيكون منعدما وحتى منقوصا.
من جانب آخر قال القيادي بالحركة حسين الجزيري إنَّ الدبلوماسية التونسية لا تعيش أزمة معتبرا الأداء الديبلوماسي لكل الممثلين للخارجية التونسية جيدا.
وحول الزيارات المتتالية لرئيس حركة النهضة لبعض الدول الغربية والأوروبية قال الجزيري إن هناك تنسيقا بين الخطوط الحزبية ممثلا في الحزب والهياكل الرسمية ممثلة في رئيس الجمهورية.
كما أضاف بأن هذه الزيارات تأتي في إطار الديبلوماسية "الشعبية"، وكإضافة ودعم للجهد الرسمي لأجهزة الدولة.
وفي نفس السياق قال المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي إن الديبلوماسية التونسية ليست بأسوأ حالتها لإعتبارات عديدة أهمها التغيرات الإقليمية والدولية خاصة في دول الجوار مشددا على وجود تنافس كبير بين الأحزاب حول حقيبة وزارة الخارجية نظرا لأهميتها الكبيرة في رسم سياسية البلاد، لكن البعض ممن تداولوا على هذه الحقيبة "كانوا يتدربون على الديبلوماسية" في إشارة الى الوزير رفيق عبد السلام.
وعن ذات الموضوع قال الديبلوماسي والمحلل السياسي عبد الله العبيدي في تصريح لـحقائق أون لاين، أن كثرة التداول على رأس وزارة الخارجية أفقدها فاعليتها خاصة وأن التوجه السياسي للوزراء المتولين لهذه الحقيبة لم يكن متطابقا.
وعن زيارات الأحزاب الخارجية، أكد العبيدي أن الأحزاب من حقها القيام بزيارات خارجية لكن يجب أن تلتزم بضرورة بعدم إفشاء أسرار الدولة وعدم تقديم أي معلومات حساسة.
وزير الخارجية يقر بوجود فوضى في العمل الديبلوماسي
أقر وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي في حوار تلفزي تبثه قناة فرانس 24 والقناة الوطنية الأولى"بوجود فوضى في العمل الديبلوماسي في تونس خاصة قبل توليه الوزارة، بعد تهافت وتسابق الأحزاب للتعامل كهيكل رسمي مع السفارات الخارجية".
و قال الوزير " لكل حزب تونسي الحق في الإتصال بالخارج لكن ليس من حق رئيس أي حزب تونسي أن يتحدث ويتباحث مع ممثل أو هيكل رسمي خارجي"، مشيرا في الآن ذاته إلى أهمية تأطير وتقنين هذا العمل الذي تقوم به الأحزاب درءًا لأي تداخل محتمل في المهام.
وذكر الوزير أن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قد أكد في تصريحات سابقة بأن وزير الخارجية هو الممثل الوحيد للدولة التونسية بالخارج.