مدرب المنتخب الجديد: التونسي رمز للفشل.. و الأجنبي هو الحل!

لا يزال موضوع المدرب الجديد للمنتخب الوطني محل تجاذبات عديدة داخل الجامعة التونسية لكرة القدم بإدارتها الفنية أو حتى ضمن مكتب وديع الجريء. العدوى امتدت إلى الوسط الرياضي حيث ينتظر الجميع ما ستؤول إليه الأمور خصوصا مع التغيير المنتظر على رأس وزارة الشباب والرياضة الأمر الذي من شأنه أن يفتح الباب أمام دعم إضافي يجنب المكتب الجامعي الارتهان إلى المدرب التونسي الذي يبقى صغيرا مهما ارتفع حجمه عن تدريب نسور قرطاج والأمثلة على ذلك عديدة رغم بعض المحاولات الطائشة لاجترار بعض التجارب من قبيل عمار السويح أو يوسف الزواوي وغيرهما..

المكتب الجامعي وزمرة الفاشلين من مستشاريه وفنييه استقر الرأي لديهم على أن يكون المدرب القادم لنسور قرطاج تونسيا قلبا وقاليا ولكن بتصفح لائحة الأسماء المرشحة لخلافة الهولندي رود كرول الملتحق بالترجي الرياضي لا يبرز لنا أي اسم قادر على تحقيق مسيرة موفقة مع المنتخب لا سيما في هذه الفترة الانتقالية التي يطمح في أعقابها جميع عشاق الساحرة المستديرة إلى إعادة هيكلة المنتخب والانطلاق للتو في الإعداد لكأس العالم 2018 بروسيا.

المرشحون لتدريب المنتخب الوطني لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكونوا جديرين بذلك ولعل أسماء كالمنذر الكبير أو نبيل الكوكي أو ماهر الكنزاري فشلت في محطات لا يمكن إلا أن تفرز النجاح فالأول مثلا منح فريقا بزخم رصيد النجم الساحلي موسم الثورة فخسر الثنائي أمام الترجي الرياضي رغم هزمه له بخماسية تاريخية قبل ذلك بستة أشهر قبل أن تتكرر التجربة هذا الموسم ويطرد من النادي البنزرتي لضعف النتائج وبالتالي فمن غير المعقول أن يكون مدرب مطرود من فريق يحتل المركز السابع مدربا أولا للمنتخب.

أما نبيل الكوكي فليس في سجله شيء يذكر فهو فاشل بامتياز إذ يكفي الإشارة إلى مسيرته في الموسمين الأخيرين لنقف عند تواضع إمكانياته الأمر الذي جعله يطرد بعد خمس مباريات فقط قاد خلالها نادي أهلي بوعريريج الجزائري. الكوكي سلمه النادي الإفريقي فريقا صرف من أجله ثلاثون مليارا فكاد يعجز عن الوصول إلى البلاي أوف ولو نجاح اللجنة القانونية للإفريقي في كسب معركة الفصل 22 لكاد موسم الفريق أن ينتهي بعد 13 لقاء فقط.

بدوره يبقى ماهر الكنزاري بعيدا عن شرف مماثل فمسيرته كمدرب أول انطلقت لتوها حيث شهدت عدة عثرات لعل أهمها خسارته لبطولة موسم 2012 حين كان مدربا للنادي البنزرتي رغم أن اللقب كان في متناوله كما أنه كان المدرب الوحيد الذي يقود الترجي الرياضي في موسم كامل دون أن يتوج معه في المواسم الست أو السبع الأخيرة إذ خسر مع الفريق كأس تونس لسنة 2012 كما أضاع لقب بطولة 2013 قبل أن ينهي مسيرة الترجي الرياضي في دوري الأبطال عند نصف النهائي وفي رادس بالذات ما حرم الفريق رقما قياسيا بالتواجد في النهائي للمرة الرابعة على التوالي.

ورغم أن البعض يلوح باسم عمار السويح أو سامي الطرابلسي في الخفاء فإنه من الضروري وضع الأمور في نصابها فكلاهما فشل مع المنتخب في وقت سابق وبالتالي فمن غير المنطقي أن يتجدد حضورهم وأن تمنح فيهما الثقة من جديد ولو أن مرورهما السابق قد كان في غفلة من الزمن.

المدرب التونسي يجب أن لا يتجاوز حدود المساعد فلا ثقافته الكروية تسمح له بذلك ولا شخصيته تمكنه من النأي بالمنتخب بعيدا عن الاملاءات والصراعات ويبقى عبد المجيد الشتالي الاستثناء الوحيد في زمرة المدربين التونسيين ممن تداولوا على تدريب المنتخب..

في المحصلة يمكن التأكيد على أن هوية المدرب الجديد للمنتخب يجب أن تكون تونسية لأن الساحة تخلو حاليا من اسم له من الكاريزما والحضور ما من شأنه أن يقود المنتخب نحو مسيرة مظفرة وبالتالي فالحل عند الأجنبي الذي يبقى أفضل بكثير من التونسي ولكن الأمر  سيظل منوطا بالتغيير على رأس وزارة شارع محمد علي عقيد التي وضعت على كاهلها مسألة الاختيار بين التونسي الفاشل سلفا وأجنبي له من التاريخ ما يضمن نجاحه مع المنتخب من خلال ارتباط الأمر بالميزانية المرصودة لذلك طالما أن المليار الذي رصده طارق ذياب لكامل المدربين المنتمين إلى الإدارة الفنية ليس كافيا لاستمالة مدرب من الصف الثاني فما بالك بأسماء من الصف الأول على الصعيد العالمي.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.