اكد الكاتب و المحلل السياسي مختار الخلفاوي ، اليوم السبت 8 فيفري 2014 في تصريح لحقائق اون لاين، ان استثمار الحدث الاستثنائي و التاريخي ،وهو المصادقة على الدستور،امر معقول في ظل ما شهدته تونس خلال المرحلة الانتقالية من مشاكل متعددة اهمها على المستوى الاقتصادي ، موضحا ان عملية الاستثمار السياسي تتطلب دراية وحنكة استراتيجية في اختيار الوفود المشاركة باعتبار ان هذه العملية تنعكس قطعا على بقية المجالات للاستتباعات الايجابية او السلبية التي تخلفها.
و اشار الخلفاوي الى ان رئاسة الجمهورية على لسان ناطقها الرسمي عدنان منصر اختارت في عملية الاستضافة ان يكون المقياس المعتمد هو اختيار الدول التي يمكن أن تقتدي بسياساتها الديمقراطية و برلماناتها على غرار الولايات المتحدة الامريكية و بلجيكا وفرنسا من جهة ، ومن جهة ثانية اختيار دول يمكن أن تمثل لها تونس نموذجا يحتذى به كالبلدان الافريقية والخليجية "مؤكدا انه مهما كان الاختيار فالهدف هو توجيه خطاب للعالم بان هناك دولة من دول العالم الثالث قادرة على ارساء النموذج الديمقراطي بشكل توافقي ودون تدخل خارجي .
و ابرز محدثنا ان حادثة انسحاب الوفد الامريكي من المجلس التاسيسي خلال فعاليات الاحتفال بالمصادقة على الدستور، احتجاجا على كلمة رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني ، هو امر متوقع بالنظر الى طبيعة العلاقة بين البلدين، مستغربا أن تتمّ دعوة دول لا علاقة لها بالديمقراطية العريقة ولا بالطموح إلى تحقيق انتقال ديمقراطي مثل التشاد والغابون وإيران نظرا لغياب الرؤية الاستراتيجية و قصر النظر السياسي وقلة خبرة مستشاري رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي.
و اضاف مختار الخلفاوي انه لا يمكن انكار المكانة السياسية و الاقتصادية للجمهورية الايرانية و ضرورة توطيد العلاقات الديبلوماسية بين البلدين وذلك بهدف تنمية المبادلات التجارية و الطاقية .ولكن لا يمكن أن يحاضر على منبر المجلس التأسيسي في هذه المناسبة الخصوصيّة رئيس مجلس الشورى الإيراني وهو يأتي من دولة دينية تيوقراطيّة يحكمها الملالي وولاية الفقيه.
