قسم الأخبار-
لاحظ الجامعي والإعلامي محمد الفهري شلبي، على خلفية مسيرتي 11 أوت المعادية لتقرير لجنة الحريات و13 أوت المنادية بالحريات الفردية، بأنه “لا ينبغي أن نعتقد أنها مباراة بين فريقين انتصر فيها أحدهما وانهزم الآخر فعدد الحاضرين لا يغير الكثير في واقع الأمور” ، معتبرا ان “التغيير يتوقف على جدوى الفاعلين واستماتتهم ومن الفاعلين من يلجأ إلى الخبث والمخاتلة”.
وأشار شلبي، في تدوينة نشرها على صفحته الخاصة ب”الفيسيوك”، الى ان تغيير الواقع بعمق لا يكون بموازين القوى فقط فذاك تغيير لا تدوم نتائجه، موضحا ان المجتمع لا يبنى لا بموازين القوى ولا باللعب السياسي فهما أمران لا ينتجان اتفاقا على نمط عيش مشترك والاتفاق ليس إجماعا والنقاش العام هو الكفيل بذلك.
وأضاف”عندما ننظر إلى تأخر الأحزاب، حتى لإبداء الرأي في التقرير، وتكلس الإعلام نفهم أننا في أولى مراحل النقاش العام الذي يقوم على ثلاثة وهي الفاعلون السياسيون والإعلام والرأي العام، وإلى حد الآن لم نر بوضوح إلاّ جزءا من الرأي العام والإعلام يتبع السياسيين ولم يتعود بعد على الإسهام في تأسيس النقاش العام”.
وأكد شلبي، على انه لا يوجد لا نقاش عام ولا فعل سياسي مجدٍ ولا قيمة للرأي العام ما لم تكن هناك دولة قوية، مضيفا”دولتنا ضعيفة وهو أمر يفسد الحياة السياسية ويشغل الرأي العام في حاجاته الحياتية اليومية فيستقيل الناس من السياسة”.
وانتهى بالقول “الذين شاركوا في المسيرتين معظهم من غير الجائعين ومن غير فاقدي الدواء ومن غير العاجزين عن تأمين السكن.انتبهوا فعدد كبير من الشعب التونسي مهتم بغير المسيرتين ومغتم. لا وجود لدولة مدنية فيها عيش مشترك والناس جياع.”