متى ينتهي جدل لجنة التشجيع على الإبداع السينمائي؟

يسرى الشيخاوي- 

مازال الجدل المحيط بلجنة التشجيع على الإبداع السينمائي لم يبارح مكانه وسط ركون وزارة الشؤون الثقافية إلى تعويض الأعضاء المستقيلين منها في وقت سابق وإصرار مخرجين ومنتجين على تشكيل لجنة جديدة.

وكانت أولى بوادر الجدل باستقالة المخرجة هند بوجمعة من اللجنة ليعوّضها المخرج منصف ذويب الذي استقال في وقت لاحق وخلفه المخرج عبد اللطيف عمار قبل أن يستقيل هو الآخر بعد استقالة رئيس اللجنة عبد الرؤوف الباسطي.

ومغادرة المخرج عبد اللطيف عمار وعبد الرؤوف الباسطي كانت لأسباب صحية، وفق وزارة الشؤون الثقافية، حتمت تعويضهما بقمر بن دانة رئيسة للجنة وعبد الله يحي مخرجا.

والإعلان عن التعويض ورد في بلاغ أصدرته الوزارة يوم إعلان مجموعة من السينمائيين تضم مخرجين ومنتجين أصحاب المشاريع المعروضة على اللجنة عن عقد ندوة صحفية بعنوان " السينما التونسية في خطر".

وفي الندوة الصحفية التي انعقدت بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، تحدّث الحاضرون عن خفايا الاستقالتين الأخيرتين في اللجنة وعما وصفوه بالملابسيات الخطير التي تمثّل خطرا محدقا بالسينما التونسية.

وقد أعربوا عن رفضهم الحلول الترقيعية غير المجدية وإصرار الإدارة على الإبقاء على أربعة أعضاء من اللجنة القديمة وتعويض العضوين المستقيلين، مؤكدين عزمهم على مواصلة المساعي مع كل الأطراف المعنية لتشكيل لجنة جديدة على أساس مبادئ و مقاييس الشفافية والكفاءة وعدم تضارب المصالح.

سلمى بكاّر: هناك نوايا لإقصاء قدماء المخرجين

من جهتها أشارت المخرجة سلمى بكار إلى وجود نوايا لإقصاء بعض قدماء المخرجين ممن ينتظر الجمهور التونسي أعمالهم ودعم سينمائيين يعيش بعضهم خارج حدود الوطن وأعمالهم البعيدة عن تطلعات الجمهور التونسي.

وأضافت بكارفي تصريح لحقائق أون لاين "لسنا ضد التنوع في الرؤى السينمائية ولكننا نرفض الاقصاء مع العلم وأن بعض أعضاء اللجنة رفضوا وضع مقاييس واضحة لدعم الفيلم التونسي خلال الاجتماعات الأولى للجنة"، نافية أن تكون استقالة عبد الرؤوف الباسطي والمخرج عبد اللطيف بن عمار من اللجنة، لأسباب صحية.

وتابعت بالقول" أصحاب المشاريع المعروضة على لجنة التشجيع على الإنتاج السينمائي يرفضون الترقيعات المعلنة من قبل وزارة الشرؤون الثقافية وهذا ليس تشكيكا في كفاءة الرئيسة الجديدة والعضو الجديد في اللجنة، بل لضيق المدة الزمنية للاطلاع على 140 مشروعا سينمائيا كاملا".

ودعت إلى  تعديل القانون المنظم للجنة التشجيع على الإنتاج السينمائي لقدمه وعدم تماشيه مع الواقع الراهن وأعاقته عمل اللجنة، وإلى تقسيم لجنة التشجيع على الإنتاج السينمائي إلى لجان فرعية تختص كل منها في صنف من الأفلام".

ابراهيم لطيف: هناك تضارب مصالح في اللجنة 

في المقابل لفت المخرج ابراهيم لطيف إلى أنه وقع تنبيه وزيرة الثقافة السابقة شيراز العتيري إلى وجود تضارب مصالح في لجنة التشجيع على الإبداع السينمائي لسنة 2020.

وأضاف في تصريح لحقائق أون لاين، "اللجنة كان يرأسها عبد الرؤوف الباسطي وهو ملم بالقطاع وتسميته لم تكن اعتباطية بل مهمة جدا، وقد تواترت الاستقالات وصولا إلى استقالته واستقالة المخرج عبد اللطيف بن عمار وتعويضهما تباعا بقمر بن دانة وعبد الله يحي."

وتساءل عما إذا كان من الممكن أن يتمكن العضوان الجديد من النظر في  الـ140 سيناريو المعروضين على اللجنة، مطالبا بإعادة النظر في هذه الدورة وتغيير اللجنة وإيجاد آليات أخرى لتعويض المنتجين والتقنيين السينمائيين في ظل الجائحة لكنمع ضرورة إنتاج أعمال سينمائية.

 وتابع بالقول " نحن مخرجون ومنتجون مستقلون وممثلي بعض الهياكل السينمائية نطالب بإعادة النظر في هذه اللجنة التي لا يمكن لها ان تتواصل بعد 4 استقالات حتى لو تم تعويض المستقيلين".

مروان المدب: مشاكل القطاع السينمائي تتراكم منذ سنوات 

من جهته، قال السينمائي مروان المدب إن مشكال القطاع تتراكم منذ سنوات وأثارها ما حصل في لجنة التشجيع على الإبداع السينمائي بعد انسحاب 4 أعضاء منها ولجوء الإدارة إلى "الترقيع" دون استشارة الفاعلين في القطاع وهو ما يثير الريبة، على حدّ تعبيره.

وأضاف المدّب في تصريح لحقائق أون لاين " فيما قال رئيس اللجنة السابق عبد الرؤوف الباسطي انه اعتذر لأسباب صحية إن استقالة عبد اللطيف بن عمار لأسباب أخلاقية تتعلق بالمهنة".

وأشار إلى أن الجدل يتعلّق بشفافية اللجنة وطريقة عملها ومعايير اختيار الأفلام وسبل دعم الشريط السينمائي التونسي، إذ من غير المعقول عدم دعم أشرطة تونسية صرفة ودعم أخرى لا يتعدى الجانب التونسي فيها 30 بالمائة، وفق قوله.

في سياق آخر لفت إلى أن المركز الوطني للسينما وللصورة تأسس من اجل أهداف لم يتحقق منها شيء في علاقة بمسالك التوزيع وتجديد قاعات السينما وإنشاء أخرى بل إنه يخلق الخلافات بين السينمائيين، على حد تعبيره.

وتابع بالقول " واليوم نحن غير مستعدين للجوع مرة اخرى بعد تواصل سياسيات تجويع السينمائي التونسي، حينما نقول إن السينما التونسية في خطر فإن صورة تونس في الخارج في خطر"، داعيا الجمعيات والهياكل إلى الالتفاف حول قضايا السينما التونسية.

يشار إلى انه إثر التعيينين الجديدين أصبحت لجنة التشجيع على الإنتاج السينمائي لسنة 2020 تتألف من قمر بن دانة (رئيس) وشوقي كنيس (منتج) وعبد الله يحيى (مخرج) ومحمد الفريني (موزع) وسهام الصيداوي (ناقدة) وأيمن الدبوسي (كاتب) وسمير زقية (المدير العام للفنون الركحية والسمعية البصرية).

 

 

 
 
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.