مبادرات للتوحد ضد النهضة: مناورات أم إعادة تشكيل للخارطة السياسية؟

يسرى الشيحاوي –

تتالت في الآونة الأخيرة المبادرات والدعوات السياسية لتشكيل جبهة سياسية جديدة تضم أحزابا وشخصيات سياسية تقدمية وحداثية بهدف منافسة حركة النهضة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة.

وقد أفادت مصادر إعلامية بأن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي شرع في تكوين هذه الجبهة بعد أن تأكّد من انهيار حركة نداء تونس، واقترح السياسي أحمد نجيب الشابي لقيادتها.

من جهته دعا القيادي السابق في الحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي إلى تكوين تجمع سياسي يجمع النداء ومشروع تونس وآفاق والجمهوري والمسار وغيرها من الأحزاب الديمقراطية التقدّمية من أجل ضمان التوازن السياسي، محذّرا من فوز حركة النهضة بالأغلبية الساحقة في الانتخابات البلدية باعتبارها الحزب الوحيد الجاهز.

وكان رئيس حزب حركة مشروع تونس محسن مرزوق قد دعا في وقت سابق إلى تكوين جبهة سياسية موحّدة تضم القوى الوطنية واقترح تسميتها الجبهة الجمهورية أو جبهة الإصلاح.

ويرى مراقبون ان الدعوات والمبادرات السياسية المتتالية لتوحيد القوى الديمقراطية تهدف إلى إنشاء قوّة معادلة لحزب حركة النهضة بعد تفكّك حزب حركة نداء تونس وتفصح عن إفلاس الطبقة السياسية وفشلها في إدارة المرحلة.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي خليفة بن سالم في تصريح لحقائق أون لاين، اليوم الخميس 03 نوفمبر 2016،  إن تتالي المبادرات السياسية يعكس إفلاس الطبقة السياسية على مستوى الاستجابة لحاجيات الواقع ويقر بعجزها على أن تكون قوة  فاعلة وجالبة للجمهور، مشيرا إلى لأنها ستعيد بناء نفسها في أفكار جديدة

وشدد بن سالم على غياب مبرر لتأسيس جبهة سياسي ضد حركة النهضة على اعتبار أنه لا يمكن الحديث عن مستقبل للإسلام السياسي في تونس، وفق تعبيره، معتبر أن مبادرة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي القاضية بتأسيس جبهة سياسية  زوبعة في فنجان .

وبيّن أن النهضة الآن ليست هي من يدير مقاليد الحكم بل سليلي النظام القديم الذين عادوا إلى الصدارة وفق مقتضيات الديمقراطية، على حد قوله.

وعن دور حراك تونس الإرادة والجبهة الشعبية في المرحلة القادمة، قال بن سالم سبر الآراء إن الفراغ والوهن في المشهد السياسي الحالي سيجعل الحراك من ضمن الاحزاب التي تكون فاعلة في المشهد السياسي، معتبرا أنّ الجبهة الشعبية لم تبارح مكانها وأنها تلوك نفس الشعارات.

من جهته اعتبر الإعلامي والمحلل السياسي خليل الرقيق ان تكوين خارطة سياسية  جديدة ضروري في ظل غياب الضلع الأساسي للحكم في إشارة لحركة نداء تونس، موضحا أن الدعوات لتأسيس جبهة سياسة نابعة من الخوف من تغول الاسلاميين وانتصارهم في الاستحقاقات الانتخابية القادمة ومحاولة لاستثمار رأس المال الرمزي لنداء تونس.

ولفت الرقيق في تصريح لحقائق أون لاين إلى أن عودة وجوه كانت محتجبة عن الساحة الإعلامية على غرار الوزير الأسبق منذر الزنايدي ورئيس حكومة التكنوقراط المهدي جمعة والرئيس السابق للحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي تهدف إلى استثمار انهيار حركة نداء تونس، مشددا على انّ عدم تشكيل خارطة سياسية جديدة سيعيدنا إلى مربع 23 اكتوبر 2011 خاصة في ظل الفشل في إدارة الشأن الوطني وإنشاء كيان سياسي يشبه التونسيين، على حد قوله.

وأضاف أن دعوة مؤسس حزب حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي إلى تأسيس حزب جديد مناورة سياسية ظرفية اكثر من كونه استراتيجية خاصة في ظل غياب السند السياسي لحكومة يوسف الشاهد، مبينا أن السبسي يبحث عن سند سياسي لحكومة الشاهد عبر تجميع القوى الممضية على وثيقة قرطاج، وفق تعبيره.

واعتبر ان هذه المبادرة ردة فعل على ضعف السند السياسي للحكومة، مبينا ان الجبهة السياسية الجديدة لن تنجح اذا قامت على تجميع الروافد وتأسست بنفس الزعامات والمنطلقات.

و تابع قوله ” اليوم عاد منطق جبهة الانقاذ التي قامت في 2013 والتي كان الهدف منها انشاء قوة تعادل أو تفوق قوة الإسلاميين ولكن دعوات تكوين جبهة سياسية جديدة ستواجه عائقا زعماتيا فكل الوجوه التي عادت للظهور مؤخرا تريد ان تقود هذه الجبهات”.

واكد محدثنا أن الجبهة الشعبية معارضة برنامجية قامت على التصدي للخيارات الحكومية وهو ما يتيح لها أن تلعب دورا نسبيا في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، معتبرا أن حراك تونس الإرادة وكل تفريعات احزاب الترويكا معارضة عدمية تتصيد الفرص لتحل مشاكلها مع من تعتبرهم رموزا للثورة المضادة.

ورجّح محدّثنا إمكانية تصدر حراك تونس الإرادة وتفريعات الترويكا المشهد السياسي في حال انكسار التحالف بين النهضة ونداء تونس لان هذه الاحزاب لم تحد عن منطلقات الترويكا، وفق قوله.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.