ما بقي من هزيمة مصر: الدفاع مصدر أوجاع.. الكنزاري تلميذ فاشل.. وتكريم لأبطال الانقلاب على البنزرتي

بقلم: محمد عبدلي-


مني المنتخب الوطني التونسي بهزيمة بالثلاثة لدى مواجهته يوم أمس للمنتخب المصري ضمن الجولة الخامسة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019 بالكاميرون.
 
هزيمة كانت شكلية على اعتبار أنها لم تغيّر الكثير على مستوى الترتيب حيث حافظ النسور على تصدرهم لترتيب المجموعة بفضل انتصار الذهاب.
 
ولئن كانت الهزيمة في برج العرب شكلية إلا أنها جاءت لتترك خلفها عدة نقاط استفهام وسلبيات بالجملة عن الطريق الذي يتجه نحوها المنتخب الوطني بما أن كل المؤشرات تؤكد أن نهائيات أمم إفريقيا القادمة ستعرف نفس الحضور السلبي للنسور حيث لن يزيد الطموح عن الدور ربع النهائي كالمعتاد.
 
مشاكل العادة في الدفاع 
 
لازم الضعف الدفاعي المنتخب الوطني منذ فترة طويلة ورغم تغيير التكتيك في فترات معينة على غرار التعويل على ثلاثي في المحور حقبة البلجيكي جورج ليكانس وتركيز غطاء بثلاثة لاعبي ارتكاز أمام الخط الخلفي حقبة نبيل معلول إلا أن الوضعية ظلت على حالها.
 
وجاءت مباراة مصر لتزيد من التأكيد على ضعف الأداء الدفاعي فرديا وجماعيا فياسين مرياح وديلان برون ورامي البدوي كانوا خارج الموضوع وتسبب كل منهم في هدف من بين الثلاثة الذين تلقتهم شباك فاروق بن مصطفى.
 
ديلان الذي رفض اللعب كظهير أيمن مع فريقه فرض نفس الخيار مع المنتخب حيث تم تثبيته في المحور وكأنه صاحب اليد الطولى والقرار أسوة ببعض زملائه الذين نجحوا في الانقلاب على فوزي البنزرتي.
 
فاشل بامتياز
 
لاقى تعيين المدرب ماهر الكنزاري صلب الإطار الفني للمنتخب عدة انتقادات منذ البداية غير أن تكليف فوزي البنزرتي أعفى المساعد من الحرج خصوصا أنه فشل في كل المهام التي تولاها منذ خلع عنه جلباب الرجل الثاني خلف البنزرتي لما كان مساعدا له في الترجي منذ نهاية العشرية الماضية.
 
الكنزاري ولأنه يتمتع بصداقة خاصة جدا مع رئيس الجامعة وديع الجريء فقد حظي بفرصة ليكون مساعدا للبنزرتي للمرة الثانية في مسيرته قبل أن يقوده الانقلاب عليه ليكون المدرب الأول ولو في السر ودون إعلان رسمي باعتبار أن المنطق كان يفرض أن يكون مراد العقبي هو المدرب الأول بعد رحيل الفني العجوز عملا بمبدأ الاستمرارية وحتى بمنطق الخبرة والتجربة والنجاحات.
 
ولأن ما بني على باطل فهو باطل فقد جاءت مباراة مصر لتؤكد أن الكنزاري مجرد تلميذ فاشل وأن استمراره ليس إلا دعما من صديقه القديم وديع الجريء اللذين تربطهما علاقة تعود إلى الشطر الثاني من العشرية الماضية.
 
ولعل الكنزاري لم يتفطن إلى فشله إلا مع تسجيل محمد صلاح للهدف المصري الثالث حينها استنجد بفراس شواط في وقت أنه كان يفترض أن يكون أساسيا من جديد لاستثمار نجاعته في الفترة الأخيرة مع السي أس أس أو المنتخب لكنه تركه إلى جانبه طيلة المباراة لينسي الجميع في تفوق البنزرتي الأساسي خلال فترة القصيرة على رأس المنتخب لكن الكرة ارتدت عليه ليكون محل انتقاد الجميع ويذكره الكثيرون بأنه فاشل بامتياز.
 
تكريم للانقلابيين
 
قاد الثنائي الفرجاني ساسي وسيف الدين الخاوي الانقلاب على فوزي البنزرتي فالأول لم يخجل من ذلك بما أنه نشر تغريدة على "انستغرام" بمجرد الإعلان الرسمي لخبر إقالة الفني العجوز يعبر فيها عن شماتته أما الثاني فكان أساسيا يوم أمس.
 
الفرجاني تحول إلى لاعب يشارك في توجيه اللاعبين نحو بعض الوكلاء على غرار فرضه لوكيل أعماله الليبي مهند على ياسين مرياح قبل توقيعه لأولمبياكوس اليوناني وها أنه يصبح الحاكم بأمره في المنتخب وما ترسيمه أساسيا بعد رحيل البنزرتي إلا تأكيد على نفوذه وسطوته.
 
ومع الفرجاني برز الخاوي بفرض شروطه فأقيل البنزرتي ليجد نفسه أساسيا بدوره رغم أنه لم يقدم مع المنتخب ما يشفع له أن يحظى بالدعوة فقد نال فرصا منذ تحضيرات المونديال لم يسبقه إليها أي لاعب سابقا ولكنه إلى غاية مباراة الأمس لا يزال اللاعب عينه الفاقد لأية إضافة.
 
الجامعة كرمت اللاعبين لقيادتهما الانقلاب على البنزرتي وتنصيب الكنزاري فكافآها بمردود باهت لم يغب عنهما منذ فترة ليست قصيرة.
 

 

آخر الأخبار

الأكثر قراءة

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.