كانت ردود أفعال عدد من السياسيين الذين تصورا أنهم يتواصلون بشكل حقيقي مع الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي من خلال مشاركتهم في برنامج "ألو جدة" الذي يعرض على قناة التاسعة الخاصة، محلّ استياء التونسيين وتندّر آخرين.
وتواترت تعاليق التونسيين حول ما أظهره البرنامج من ولاء بعض الشخصيات لشخص الرئيس الذي أدانه القضاء في أكثرمن قضية تعلقت بسرقة المال العام وغيرها من المجالات الأخرى.
وفي هذا السياق، أفاد أستاذ علم الاجتماع الدكتور منصف وناس، أنّ مثل هذه التصرفات والولاءات لشخص بن علي عائدة الى الانقسام الحاصل لدى التونسيين، إذا ان فئة تعتبر أن الاحداث التي جرت في تونس انتفاضة أدّت الى انقلاب موازين الحكم في حين يوجد من يعتبر أحداث 17 ديسمبر 2011 والاحداث التي تلت ذلك التاريخ هو انقلاب ومؤامرة حيكت ضد الرئيس.
واعتبر ونّاس في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الاثنين 13 جوان 2016، أنّ ما أبداه عدد من التونسيين من تعلّقٍ بشخص بن علي عائد إلى حالة الضياع التي يعشها التونسيون بسبب خيبة أملهم والنتائج "الهزيلة جدّا" لحكومات ما بعد الثورة، الأمر الذي ولد حالة حنين الى الشخصية التي كانت تقود البلاد في فترة معينة، وفق تقديره.
وبيّن محدثنا أنّ عددا كبيرا من التونسين يرغبون في "أب للديمقراطية" هو الذي يتولى عملية القيادة في حين أنّ هذا يتنافى مع قيم الديمقراطية، مشيرا إلى أن خيبة الامل وعدم الشعور بالانصاف قاد عديد الشباب إلى الالتجاء إلى المخدرات والجريمة، الأمر الذي يفسر ارتفاع هذه الظاهرة بعد سنوات من الثورة.
يذكر أنّ برنامج "ألو جدة" أظهر عددا من الشخصيات في وضعيّة إشادة واعتزاز بشخص بن علي، وصل الى حد إلقاء الاشعارو التأثر الشديد والبكاء و الإغماء.