يسرى الشيخاوي-
أحمد المنيراوي، ممثل فلسطيني لفت إليه الأنظار بدوره في فيلم "شرف" للمخرج سمير نصر المأخوذ عن رواية "شرف" للكاتب ابراهيم صنع الله وهي من أدب السجون.
"شرف" هي الشخصية الرئيسة التي يؤديها المنيراوي في الفيلم الذي في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
وفي دوره السينمائي الاوّل، استدر الحديث عن قدرته على التقلب بين تفاصيل الشخصية وتبليغ انفعالاتها المختلفة والانتقال من حالة نفسية إلى أخرى.
قدرة لافتة على الغوص بالمشاهدة في سيكولوجيا الشخصية وتمكن من التحرك في فضاء السجن الضيق لتتجاوز تعبيراته حدود القضبان ولتتحرك أحداث الفيلم على إيقاع تفاعلها مع بقية الشخصيات.
والمخرج سمير نصر اكتشف احمد المنيراوي في تونس، ومين التقاه لم يكن مطروحا ان يقوم بدور البطولة، كان له دور صغير في إحدى الزنزانات، ولكن القدر شاء أن يخوض أول تجربة سينمائية في دور بطولة.
وفي حديث مع حقائق أون لاين، قال سمير نصر إن "أحمد عاش في غزة تحت سجن كبير في مكان محاصر ولا أحد في مقدوره التفاعل مثله داخل السجن وتبليغ هذا الإحساس."
فعلا، حياة أحمد المنيراوي مليئة بالحكايات التي صقلت شخصيته وجعلته يمتص وجع الاحتلال ويقاومه على طريقته، وهو الذي عاش بغزة واصطدمت اذنه وروحه بصوت القصف وحزنت ذاكرته صور الدمار وأوجاع الحرب ودمها ودموعها.
من غزة، كانت رحلته إلى تونس حيث مكث خمس سنوات ومنها مر إلى ألمانيا، مسيرة زاخرة بالتجارب المختلفة ومسارات رسخت فعل المقاومة داخله، فالمقاوة ليست حمل سلاح فحسب بل هي مواقف..
ومن يتابع مواقف أحمد المنيراوي، يستشف أنها معمدة بالمقاومة التي تطبع كل اسلوب حياته، مقاومة السائد والمألوف ومقاومة النمطية ومقاومة التطبيع بكل أشكاله وتمظهراته.
وبعد الأصداء التي لقيها فيلم شرف، وتردد أسم الممثل الفلسطيني الشاب تواترت عليه العروض من شركات إنتاج من دولة الاحتلال لكنه رفض ذلك، وفق ما أفاد به في حوار مع رصيف 22.
أربعة عروض لمشاريع سينمائيّة من شركات إنتاج تابعة لدولة الاحتلال رفضها المنيراوي، إذ يقول في حواره مع رصيف 22 "تتطلع إسرائيل اليوم إلى التطبيع من بوابة السلام الناعم، وأنا أرفض العمل مع منتجين وممثلين ومخرجين لا يؤمنون بحرية الشعب الفلسطيني، ويفرضون الاعتراف بالجرائم الواقعة في حقه".