علمت "حقائق أون لاين" أن رئاسة الحكومة قد قبلت رسميا استقالة الرئيس المدير العام للتلزة التونسية ايمان بحرون بن مراد التي سبق أن قدمتها منذ شهر سبتمبر الماضي. رئاسة الحكومة نبشت في دفاترها لشهر سبتمبر لتستخرج وثيقة استقالة إيمان بحرون من بين أدراج مكاتب القصبة ليبدو الأمر وكأنه إقالة لبقة من مهامها. ولسد الشغور الحاصل تم الالتجاء إلى الكاتب العام للتلفزة الوطنية هشام عيسى ليقع تكليفه برئاسة الإدارة العامة مؤقتا في انتظار تعيين رئيس مدير عام جديد.
قبول الاستقالة في هذا التوقيت هو إزاحة ناعمة للرئيس المدير العام للتلفزة بهدف امتصاص الغضب الشعبي في جهة الساحل على خلفية أحداث الأيام الأخيرة تحديدا منذ مباراة شبيبة القيروان والنجم الساحلي التي مررت خلالها القناة الوطنية الأولى إهانة كبيرة لجهة الساحل ووصولا إلى عقوبة بغداد بونجاح التي اتهم الأحد الرياضي بالسعي وراءها بتعمد مقدمه التشهير بحركة لاأخلاقية أتاها الجزائري في مباراة فريقه أمام النادي الإفريقي.
ولا يخلو قرار قبول الاستقالة من أبعاد وتبعات سياسية لرئاسة الحكومة التي بحثت عن امتصاص غضب جهة الساحل من خلال إهدائها قرارا بحثت عنه طويلا خصوصا بعد اللهجة الحادة التي استعملتها إيمان بحرون في الحصة الأخيرة من الأحد الرياضي والتي أكدت خلالها أنها لن تسمح بتمرير أي فقرة إعلامية يكون فيها رضا شرف الدين طرفا إلا بعد اعتذاره وهو ما أصرت جماهير فريق جوهرة الساحل على رفضه.
القرار كما قلنا سياسي بامتياز ولا يمكن فصله عن الأحداث التي تمر بها البلاد بصفة عامة ناهيك أن الاعتصامات والإضرابات في كل مكان بالجمهورية على غرار صفاقس و الرڤاب و الڤطار و الكاف و سيدي بوزيد وغيرها . وبالتالي فقبول استقالة إيمان بحرون يعد خطوة سياسية محسوبة جيدا فهي لم تقل الإعلامية من جهة وحققت لسكان الساحل وأحباء ليتوال انتصارا معنويا ينسيهم على الأقل الاحساس بالضيم الذي عبروا عنه في الآونة الأخيرة من جهة أخرى.. رئاسة الحكومة أصابت عدة عصافير بحجر واحد فهي اتقت ثورة إعلامية داخل القناة الوطنية وما قد يتبعها فيما بعد من صدام مع كامل الجسد الإعلامي وجنبت نفسها ثورة جماهيرية في الساحل تنضاف إلى بقية الاحتجاجات الشعبية الأخرى…