اختارت الھیئة المدیرة للدورة الحادية والعشرين لمهرجان الاغنية التونسية للمرّة الأولى منذ انبعاث ھذا المھرجان، الانفتاح على تجربة العروض في المؤسسات السجنیة وذلك من بوابة سجن النساء بمنوبة ومركز إصلاح القاصرین الجانحین بالمغیرة، بالشراكة مع الھیئة العامة للسجون والإصلاح، باعتبار أن السجین ھو مواطن فقدَ حریته، لكن ذلك لا یمنعه من حقه في الثقافة، اضافة الى أھمیة مثل ھذه العروض الفنیة في تخفیف حدّة الضغط على المودعات والمودعین.
فقد أمّنت الفنانة مریم نور الدین في إطار البرمجة الموازیة للدورة عرضا فنيا بسجن النساء بمنوبة مساء امس الخمیس 09 مارس 2023، على مدى أكثر من ساعة ونصف من الفن والموسیقى والرقص على الأنغام التونسیة وإیقاعاتھا، تخللتھا مقطوعات غنائیة شرقیة، علما وأن عددا من المودعات ینشطن ضمن نادي الموسیقى بھذه المؤسسة السجنیة.
أما في مركز إصلاح القاصرین الجانحین بالمغیرة، فقد كانت مجموعة من الفتیات القاصرات على موعد مع الفنان سفیان سفطة الذي غنّى لھنّ من روائع الطبوع التونسیة وبعث إلیھنّ برسائل الأمل والحیاة والإنسانیة.
ھذه البادرة لمھرجان الأغنیة التونسیة في السجون تدعم ریادة تونس في مجال حقوق الإنسان وفي تفعیل حق الثقافة للجمیع بما في ذلك نزلاء السجون، بعد أن كانت تونس سبّاقة في اقتحام الزنزانات ببعث عدة نوادٍ ثقافیة في مختلف الاختصاصات بعدد من السجون، وھي تطمح إلى تعمیمھا على جمیع المؤسسات السجنیة، بالإضافة إلى تنشیط الحركة الثقافیة على مدى العام عبر نوادي السینما والمسرح والمطالعة، وتخصیص برمجة موازیة من أیام قرطاج السینمائیة في السجون، فضلا عن تقدیم عروض مسرحیة خارج المؤسسة السجنیة أبطالھا من نزلاء السجون.
الاذاعة الوطنية
