بينت عديد الاستنطاقات لإرهابيين وقع إيقافهم أنه تمت الاستعانة في عديد المناسبات ببعض المهربين كأدلاّء في المناطق الوعرة بولايات الشمال الغربي والوسط (الكاف وجندوبة والقصرين)، التي تتموقع فيها كتيبة عقبة ابن نافع التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، ولتفادي الدوريات الأمنية، من أجل تسهيل تحركاتهم، كما تمت الاستعانة بهم في توفير المؤونة والسلاح.
وأفادت صحيفة آخر خبر الصادرة اليوم الثلاثاء 10 مارس 2015، بأن المنطقة المذكورة والتي تمتد على الشريط الحدودي التونسي الجزائري كانت فيما مضى عنصرا حيويا اعتمدته المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وكانت تكتيكات المقاومة وقتها تعتمد مبادئ حرب الجبال، وهي نفس الخطط التي تعتمدها اليوم كتيبة عقبة ابن نافع الارهابية.
وأضافت الصحيفة أنه تبين من خلال عدد من الاستنطاقات أن بعض العناصر التونسية التي التحقت بالكتيبة، تلقت تدريبا امتد، بين 20 يوما وشهر، في الجبل الأبيض بالجزائر على مقربة من قرية أم علي التونسية الجزائرية، على التقنيات القتالية وتكتيكات حرب الجبال.
ويقول أحد عناصر الكتيبة والذي تم إيقافه، المدعو فريد البرهومي في اعترافاته، إنه طلب الالتحاق بمعسكر تدريب بالجبل الأبيض (جبل بودخان) لتلقي التدريبات اللازمة، مضيفا أن الوصول غلى المعسكر استغرق تسعة ايام بلياليها حيث كان الانطلاق من الشعانبي ثم قضوا الليلة في جبل "تم صميدة" ثم مروا إلى يمين قرية "أم علي" في الجزائر دون أن يدخلوها، تفاديا لكشفهم، ثم وصلوا إلى "دريمين" ومنها إلى الجبل الأبيض.
كما رسمت صحيفة آخر خبر خط تحرك الارهابيين من الشمال غلى الوسط ومن المدينة إلى الشعانبي، مبينة أن هذه الجماعات تجد في الشمال الغربي سهولة في التنقل بعيدا عن الانظار في منطقة تغطيها الجبال والغابات، حيث تتنقل بين جبال الطويرف على مشارف الكاف، وجبال سيدي يوسف إلى جانب منطقة واد ملاق ودشرة نبر وصولا إلى غار الدماء بجندوبة ومنطقة وادي مليز وغابات فرنانة التي تمتد حتى الحدود الجزائرية.
وتمتد السلاسل الجبلية المتصلة بجبال ورغة حتى تاجروين، التي يمكن الوصول إليها أيضا عبر المسالك العادية من الكاف مباشرة أو عبر الدهماني والجريصة، ما يتيح في الحالة الأخيرة تجاوز حاجز سد وادي الرمل الذي يعترض الطريق الجبلي ويجعل المرور شبه مستحيل، كما يمكن للأرهابيين استغلال مناطق عبور "الكنترة" في ساقية سيدي يوسف وقلعة السنان التي تربط مباشرة بالمهربين الجزائريين ومناطق سيدي رابح وسيدي أحمد الصالح وحيدرة جهة القصرين التي يسيطر عليها مهربون تونسيون.
وتشكل نقطة "قار محاميد" موضع التقاء طريقي التهريب سواء بالنسبة لخط الدهماني – الجريصة – القصرين، أو ساقية سيدي يوسف – قلعة السنان – القصرين.
أما بالنسبة لتنقل الارهابيين من جبال الشعانبي وسمامة والسلوم إلى داخل أحياء مدينة القصرين وفي الاتجاه المضاد، فقد ورد في بعض الاعترافات أن الوصول إلى معسكرات جبل الشعانبي، مثلا، تتم من خلال حي الزهور عبر منطقة تسمى "الزبّالة" مرورا بالجامعة ثم وادي الدرب والقنطرة، وهو نفس الطريق للسمامة، أما معسكر السلوم فالطريق إليه يبعد حوالي 20 دقيقة عن الطريق المعبدة، ويمر بمنطقة "الصفية" على مقربة مما يسمى بالغار، ثم "الدار البيضاء" فمنطقة "الماجل".