كيف قضى مثليو تونس عيد الفالنتين؟

يُـسـري الـلـواتـي-

عيد الفلانتين أو “عيد الحب” كما أراد العرب تسميته، أصبح من التقاليد السنوية التي يحتفل بها العديد للتعبير عن مشاعر الود والعشق ولإضفاء انتعاشة جديدة على العلاقات بين المتحابين عبر تقديم الهدايا كدليل على الحب والوفاء.

وفي العالم العربي لا يختلف الأمر كثيرا عن الدول الغربية التي دأبت على الاحتفال بهذا العيد، فيوم عيد الحب تكتظ المقاهي والمطاعم ومحلات بيع الهدايا وغيرها من الأماكن العامة لكثرة الطلبات والمواعيد.

وليلة عيد الفالنتين تنتشر صور العشاق والهدايا وغيرها من مظاهر الاحتفال، ووسط كل هذا “الازدحام” يقضي المثليون كذلك ليلة عيد الحب في أجواء لا تختلف كثيرا عن الذوق السائد.

في العاصمة تونس، اختار أسامة (اسم مستعار) أن يقضي ليلة الفالنتين مع صديقه نادر (اسم مستعار) في أجواء مختلفة عن السائد فأخذ يخطط لبرنامج السهرة قبل الاحتفال بالعيد بأيام، على أمل أن تنال اعجاب صديقه الذي يعرفه منذ أكثر من سنة.

يقول أسامة، 25 سنة، لحقائق أون لاين إنه صمم قبل حلول عيد الفالنتين على اقتناء هدية مميزة وعلى غير العادة لصديقه من أجل اسعاده وحتى تظل الليلة خالدة في ذاكرة الاثنين”.

وخيّر أسامة يوم عيد الفالنتين الموافق لـالاربعاء 14 فيفري أن يذهب لسوق البركة في تونس (سوق بالمدينة العتيقة بالعاصمة لبيع الذهب والمصوغ) ويشتري خاتما لصديقه نادر كُتب فيه اسمه كدليل على تواصل حبهما وحتى يكون الاحتفال هذه السنة مميزا وعلى غير العادة.

“اشتريت الخاتم لنادر( 23 سنة) وهو لا يعلم ما كنت أخبئ له من هدايا، ولمزيد اسعاده في هذه الليلة اضفت لقائمة الهدايا دبا ومجموعة مختلفة من الشوكولا، وبالتوازي مع ذلك رتبت لقاء جماعيا مع مجموعة من الاصدقاء في أحد الملاهي الليلة المنتصبة باحدى الضواحي الفارهة بالعاصمة تونس حتى يكون للاحتفال طابع فجئي”، هكذا وصف اسامة الترتيبات الأخيرة “لليلته المنتظرة” مع عشيقه نادر.

انطلقت السهرة في أحد الملاهي الليلية الفخمة منذ ساعات الليل الأولى وتجمع الأصدقاء والأحبة، ومازال اسامة يتحين فرصة لتقديم هداياه بصفة “مباغتة” لنادر، ثم فاجاه في ذروة تجمع الحاضرين بتقديم الخاتم الذهبي كدليل على الحب والوفاء.

يصف أسامة ردة فعل صديقه ازاء المفاجاة بالقول “لم يتوقع نادر هذه المفاجاة الجميلة وهذا كان مبتغاي، لقد كان جميلا وأنيقا في تلك الليلة”.

انطلقت العلاقة العاطفية بين نادر الذي يقطن في ولاية سوسة الساحلية وأسامة الذي يقطن بالعاصمة، منذ أكثر من سنة ونصف عبر شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك.

انقضت ليلة الفالنتين “الجميلة” وجاء بعدها احتفال صغير آخر حسب رواية أسامة ، الذي قال إنه خطط “لخرجة” يقدم خلالها الشوكولا والدب لنادر وهذا ما حصل، ليختتم اللقاء “الغرامي” البعيد عن المجموعة بتبادل القبلات كتعبير عن الحب والسعادة.

في المقابل تلقى أسامة من صديقه نادر هدايا مختلفة على غرار الشوكولا والألعاب وغيرها.

لا يعتبر أسامة احتفاله بالفالنتتين مختلفا عن العشاق الاخرين خاصة غير المثليين، بل يشدد على كونه مميزا ورائقا ومتعاليا على النمط السائد.

وبعد تأسيس جمعيّة “شمس” للدفاع عن المثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً، أطلق نشطاء تونسيون شهر ديسمبر الماضي، إذاعة إلكترونية في “مغامرة” جديدة، أحدثت جدلا واسعا في الوسط الاجتماعي والسياسي في تونس.

ويطالب المثليون في تونس بسحب الفصل 230 من القانون الجزائي التونسي الذي يجرّم المثلية الجنسية، و يعتبر اللواط والمساحقة جريمة يعاقب عليها بالسجن مدّة 3 سنوات”.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.