“كورونا” تفتِك بـ”فينيكس”

 يسرى الشيخاوي-

على خلاف الأسطورة، لن ينهض طائر الفينيق من رماده  حيا وحرا وطيف كورونا يخنق أنفاسه قبل ان تكتمل ويكبّل جناحيه قبل الرفرفة الأولى، ولن تسرّب الناشطة رانية طراد الأمل  إلى مؤسسة إصلاحية في المروج.

وإن وجد حلم طراد طريقه إلى الواقع مع "Active Citizen Ben arous"، و"LearnEnglish – British Council"، فإن "كورونا" فتكت  بمشروع "فينيكس" الذي استأنست فيه طراد بفكرة طائر الفينيق.

وبعد أن بثت في مشروعها كثيرا من الأمل والإصرار وهي على بعد خطوة واحدة من الانطلاق في التنفيذ، تتعثّر إرادتها بتبعات الفيروس اللعين إذ تلقت إجابة بالرفض على طلب دخول الإصلاحية.

ومرة أخرى يعلو صوت الهواجس التي كانت تتلاشى كلّما تقدّمت خطوات في مشروع الذي حكمت عليه الجائحة بالموت قبل الميلاد ووأدت حلما غذّته من روحها قبل أن يتحقق وتنفّذ الدورات التكوينية في الإصلاحية وتقتحم عالم النزلاء.

دورات متنوعة المضامين تراوح بين التأطير والتثقيف والتوعية، ستظل فكرة لن تموت مادامت صاحبتها متمسّكة بحلمها، ولكن نزلاء الإصلاحية المستهدفين بالمشروع سيخسرون هذه الفرصة بسبب كورونا.

والنزلاء المستفيدون من التكوين المختلف الذي يطرحه المشروع، هم حوالي 17 نزيلا ممن يغادرون الإصلاحية في مدّة لا يتجاوز أقصاها الشهرين من تنطلاف الدورات التكوينية التي تهدف إلى إفادة النزلاء على المدى الطويل وإغراقهم في إحساس الأمان وتجاوز تبعات العقاب السالب للحرية وفكرة الوصم الذي سيكون في انتظاره في مجتمع قد ينكر عليك فرصة ثانية لترتيب خطواتك.

ولكن يبدو أن رياح الوباء تجري بما لا تشتهي سفن صاحبة المشروع التي تفاءلت خيرا بعودة الأنشطة بعد فترة الحجر الصحي قبل أن تتسلم شهاادة وفاة مشروعها المعللة بحرص الدولة على حماية أعوان السجون والنزلاء من العدوى.

ورغم إصرارها على التكفل بكل الإجراءات الوقائية وتسيير الدورات التكوينية وسط الالتزام بالبروتوكول الصحي خاصة وأنه تم اختزال الأنشطة وتضييق فريق العمل، لم يحظ مشروعها بفرصة أولى.

وبألم الأم التي أجهضت جنينها، رثت رانيا طراد " العصفور" الذي قتلته " كورونا" وعانقت هواجسها من جديد وهي تقارع اليأس الذي تسرّب إليها من بين شقوق فضاء تموت فيه الأحلام كل يوم. 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.