“كلمات” في بيت الشعر التونسي: كل الفنون تؤدّي إلى الحياة

يسرى الشيخاوي- 

25 سنة مرّت على تأسيس بيت الشعر التونسي، بيت الشعراء المنتصب في المدينة العتيقة منذ سنة 1993 ينبعث من جدرانه دفء الازقة الضيقة وينهل من الحكايات العالقة على أبوابها وعتباتها.

وأمس الخميس، احتفى بيت الشعر بمرور ربع قرن على تأسيسه ببرنامج ثقافي بعنوان " كلمات"، كلمات ليست كالكلمات راوحت بين الشعر والمسرح والموسيقى والفن التشكيلي.

ومدير بيت الشعر أحمد شاكر بن ضيّة أضفى روحا شبابية على  تظاهرات بيت الشعر التي يساهم فيها أفراد آخرين يرابطون في بيتهم ذو الميزانية الضعيفة، يتجاوزون عقبة الامكانية، يفكّرون ويخلقون فضاءات يختفون فيها بالكلمة والتجارب الفنّية، ويستقدمون تجارب فنّية اخرى، 

بيت الشعر بثوبه الشبابي لم ينس شعراء أداروا البيت، فكرّم  المنصف المزغني ومحمّد الخالدي واحتفى بالصغير أولاد أحمد، بكلماته ودفاعه عن حقّ شعراء تونس في بيت يجمع كلماتهم، 

ولأن كلّ الفنون تؤدّي إلى الحياة، كان مسرح دار الثقافة بابن رشيق فضاء جمع الشعر والمسرح والموسيقى والفن التشكيلي في العرض الفرجوي  "أسطورة الوردة" المستوحى من  أعمال الشاعر حسين القهواجي في الذكرى الأولى لرحيله، ومن إخراج ماهر المحضي.

الموسيقى راوحت بين الإيقاعات الهادئة في المجمل والمرتفعة احيانا وكأنها تجسّد مسار الحياة وما يتخلّلها من منعرجات، وربّما تجسّد أيضا ذلك الصراع الأزلي بين  الموت في الحياة.

وذلك المشهد المسرحي الذي يجسّد المبارزة مع الموت، قد يكون تجسيدا لمسيرة الفنّان الذي  يقاوم بالكلمة واللحن واللون ليقتنص للآخر لحظات حلوة من الحياة، وصورة الراحل كمال القهواجي في قلب الركح، وابتسامته وكلماته التي عبقت من عرض "أسطورة الوردة"، أدلّة على انّ الفنّان الحق لا يموت.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.