كتاب “بورقيبة والقضية الفلسطينية وامتداداتها العربية.. واقعية ريادية أم تنكر للقضية؟” هل هو إنصاف لبورقيبة؟

مروى الدريدي-

"بورقيبة والقضية الفلسطينية وامتداداتها العربية 1938/1978، واقعية ريادية أم تنكر للقضية؟"، هو إصدار جديد ينضاف إلى مؤلفات المؤرخ الدكتور عبد اللطيف الحناشي، عن الدار التونسية للكتاب. 
 
الكتاب ورد في 292 صفحة، قدمه المؤرخ والأستاذ في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس الدكتور الهادي التيمومي، به مقدمة و3 فصول وخاتمة عامة، كما يحتوي على جداول وفهارس للأعلام وللمواقع والبلدان والأحزاب والتنظيمات والمؤسسات والوظائف وللاتفاقيات والقرارات، أي أنه موسوعة معرفية ثقافية تُنمي الزاد الفكري والمعارفي والتاريخي للقارئ. 
 
وبحث الكاتب عبد اللطيف الحناشي، في الفصل الأول من هذا الكتاب آراء بورقيبة من القضيّة الفلسطينيّة ورؤية للصهيونيّة فكرا وممارسة، وللصّراع العربيّ الصهيونيّ ومنهجيّة التّعامل معه، وخطته للنضال الفلسطيني، فضلا عن رؤيته لفكرة الدولة الفلسطينية، وغيرها من العناوين الأخرى.
 
أمّا الفصل الثاني، فتناول فيه الحناشي "مواقف بورقيبة من الحروب العربيّة الإسرائيليّة واستحقاقاتها"، وبالنسبة للفضل الثالث قدم "رؤية بورقيبة لقضيّة الوحدة العربيّة 1956-1974".
 
قد يكون هذا الاصدار انصافا لبورقيبة، الذي اتهم بالخيانة وانهالت عليه حملات الإدانة والشجب والاستنكار من كل مكان في العالم العربي، اثر خطابه التاريخي في مارس 1965 في القدس حين قال: "ولو رفضنا في تونس، عام 1954، الحكم الذاتي، باعتباره حلاً منقوصاً، لبقيت البلاد التونسية، إلى يومنا هذا، تحت الحكم الفرنسي المباشر، ولظلت مستعمرة، تحكمها باريس. هذا ما أحببت أن أقوله لكم في هذه الزيارة، التي سيتذكرها، دائماً، هذا الرجل المتواضع أخوكم الحبيب بورقيبة. وهذه هي نصيحتي، التي أقدمها لكم ولكل العرب، حتى تضعوا في الميزان، لا العاطفة والحماس فقط، بل كذلك جميع معطيات القضية. وهكذا نصل إلى الهدف، ولا نبقى سبع عشرة سنة أخرى، أو عشرين سنة، نردد: (الوطن السليب… الوطن السليب)، دون جدوى".
 
هذا الخطاب فهم على أنه تخلي من بورقيبة على النهج النضالي وخيانة للقضية، ولم يُفهم المعزى من قوله إلا بعد فوات الأوان، وكتاب الحناشي قد يكون انصافا لبورقيبة وقراءة جديدة وموضوعية في هذا المجال، وهو ما سيبنه النقاد والباحثون والمهتمون بالفكر البورقيبي، بعد اطلاعهم عليه..
 
وعبد اللطيف الحناشي هو مختص في التاريخ السياسي المعاصر والراهن وأستاذ تعليم عال في جامعة منوبة، شارك في عشرات الندوات العلمية والفكرية في تونس والعالم العربي وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا وألمانيا، وصدرت له عشرات البحوث في علاقة بتاريخ تونس السياسي المعاصر والراهن.
 
ومن اصداراته عن الدار التونسية للكتاب "السلفية التكفيرية العنيفة في تونس من شبكات الدعوة إلى تفجير العقول" و"السياسة العقابية الاستعمارية الفرنسية بالبلاد التونسية 1881-1955"..
 
يشار إلى أن الاستاذ الحناشي سيقدم اليوم الجمعة 10 ديسمبر 2021، كتابه "بورقيبة والقضية الفلسطينية وامتداداتها العربية 1938/1978، واقعية ريادية أم تنكر للقضية؟" في لقاء فكري بالمكتبة الجهوية بقابس على الساعة الثالثة ظهرا.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.