حاوره مراد بن جمعة-
يشهد العراق منذ عدة أسابيع احتجاجات شعبية هي الأولى من نوعها منذ تولي عادل عبد المهدي رئاسة الوزراء وتزايدت وتيرة هذه الاحتجاجات يوما بعد آخر، قابلها استعمال للقوة ضد المتظاهرين، ما أودى بحياة العشرات وآلاف الجرحى.
هبة شعبية "لم تأت بدعوة من حزب أو جهة سياسية أو دينية، بل كانت عفوية من قبل شبان غير منتمين سياسيا" جراء "استشراء الفساد المالي والاداري وتردي الخدمات والبنى التحتية والتدخل الايراني الكبير في العراق"، وهو ما تحدث عنه الكاتب والصحفي العراقي مروان الجبوري، والذي كشف أيضا عن "النفوذ الإيراني وتغلغله في الدولة ومؤسساتها بشكل غير مسبوق".
أزمات ومشاكل معقّدة يرزأ تحتها العراق تحدّث عنها الكاتب مروان الجبوري الذي كان لنا معه الحوار التالي:
لو توضّح لنا الأسباب الحقيقية للمظاهرات الأخيرة الدامية في العراق.. ما الذي يميزها عن احتجاجات 2016 و2018؟ وهل تعكس فعلا حقيقة الأوضاع المعقدة في البلاد؟
اندلعت الاحتجاجات الأخيرة نتيجة لعدة عوامل، من بينها استمرار تردي الخدمات والبنية التحتية، ووصل الفساد المالي والإداري مراحل لم يصلها من قبل، حتى بات النواب يعايرون بعضهم بذلك على الهواء مباشرة دون أي إجراءات قضائية أو رسمية بحقهم، بالإضافة إلى ارتفاع نسب البطالة بشكل غير معهود، وكانت "القشة التي قصمت ظهر البعير" كما يقال هي تجريد قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي من منصبه ونقله إلى منصب هامشي في وزارة الدفاع، حيث يحظى الساعدي بشعبية كبيرة في الشارع العراقي، فتضافرت جميع هذه الأسباب في دفع قطاعات واسعة من الشباب العراقيين للدعوة إلى تظاهرات واسعة.