أكد عضو المكتب السياسي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد لمين العليبي أن موقف الجبهة الشعبية، في ما يخص مساندة أحد المترشحين للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، مازال لم يتبلور بعدُ، مشيرا إلى ان الاجماع على عدم دعم الرئيس الحالي محمد المنصف المرزوقي، لا يعني ان أصوات قيادات الجبهة ومنخرطيها ومناصريها "ستذهب هكذا صكّا على بياض للمترشح الثاني الباجي قائد السبسي".
وقال العليبي، في تصريح لحقائق اون لاين، اليوم الثلاثاء 09 ديسمبر 2014، إن الثابت في الوقت الحاضر هو ان الجبهة ستعمل في باقي الايام القادمة بالتوازي مع الحملة الانتخابية للمترشحين على مراجعة برامجهما الاقتصادية والاجتماعية لاتخاذ قرارها "بناء على اتضاح رؤية كل واحد منهما ومعرفة إلى أين يريد أن يذهب في هذا الإطار".
وفي هذا السياق، دعا محدثنا كلا المترشحين إلى ضرورة الشروع في الحديث عن برامج ومحاور حقيقية، معتبرا ان الدور الاول من الانتخابات الرئاسية لم تقم فيه الحملة الانتخابية على هذا الأساس، الأمر الذي يجعل الجبهة الشعبية غير ملمة بتوجهات السبسي مثلا في ما يخص إعادة جدولة الديون وإرجاع العلاقات الديبلوماسية مع سوريا…
وعن الحديث عن تفاقم الانشقاقات داخل الجبهة الشعبية بسبب دعم السبسي من عدمه، أجاب لمين العليبي قائلا: "لا أنفي أن هناك اطرافا من داخل الجبهة الشعبية صرحت ببعض المواقف التي قد تكون مجانبة للحقيقة.. وهو ما يجعل البعض يذهب إلى القول بتصدعات وانقسامات وغيرها.. إلا أنه يجب أن لا ننسى ان هناك مكونات عديدة للجبهة فهي عبارة عن 8 أحزاب إلى جانب بعض المستقلين والجمعيات.. وبالتالي ستكون العقليات مختلفة".
وتابع: "ليس من السهل ان نتفق على نفس الموقف بسرعة.. هناك نقاشات لم نستوفها إلى حدّ الآن كما يجب.. لكن في كل الاحوال سوف يكون لنا موقف موحّد و لن يكون سببا أبدا في خروج هذا الطرف او ذاك من الجبهة الشعبية.. فهذه الجبهة أصبحت اليوم جزءا أساسيا من المشهد السياسي.. وليست اختلافاتنا هي التي ستقسمها او تضعفها".
أما عن موعد الاعلان عن الموقف النهائي للجبهة، فقد أكد لنا العليبي أن المسألة تبقى رهينة بطبيعة الحملة الانتخابية والحوارات السياسية التي ستشهدها المنابر الاعلامية طيلة الفترة القادمة، موضحا ان مجلس أمناء الجبهة سيعلن عن قراره، سواء في ندوة صحفية أو عن طريق إصدار بيان في الغرض، وذلك من قبل الناطق الرسمي حمة الهمامي.