انتظمت يومي 18 و 19 مارس الجاري قافلة إعلامية باتجاه قرى الأطفال س و س تونس و هي على التوالي قرية قمرت، قرية سليانة، قرية أكودة، قرية المحرس و ذلك بمشاركة عدد من الصحفيين و ممثلي وسائل الاعلام المختلفة.
و قد كانت القافلة فرصة للتعريف بالقرى وهيكلتها وأنشطتها التربوية والاجتماعية والثقافية، إضافة الى الاطلاع على التحديات المادية واللوجستية والاجتماعية التي تواجهها، و من بين هذه التحديات المشروع الضخم لإعادة بناء قرية سليانة وصيانة قرى قمرت و اكودة والمحرس.
الانطلاقة كانت من تونس مع قرية قمرت حيث تعرف الصحفيون على مختلف فضاءات القرية و استمع للقائمين عليها و على راسهم مدير القرية خليل خليل الذي اكد ان رعاية الأطفال فاقدي السند من مسؤولية الجميع و وجب تظافر الجهود لتوفير الظروف الملائمة لهم للعيش الكريم مشيرا الى أهمية تقوية ميزانية الجمعية التي لا تساهم الدولة فيها الا ب25 بالمائة فقط .
من قمرت اتجهت القافلة الي ولاية سليانة حيث كان الوضع جد كارثي في القرية التي بنيت على ارض متحركة هذا ما جعل جدرانها تتصدع بشكل ملحوظ و رائحة الرطوبة تفوح منها هذا إضافة الي نقص واضح في التجهيزات . عاطف اللبادي مدير قرية سليانة عبر بدوره عن قلقه حيال وضعية القرية هذا ما جعله يقوم بإغلاق عدد من المنازل داخلها و أشار اللبادي الى وجود مشروع متكامل لإعادة بناءها ينتظر الدعم و توفير الإمكانيات الضرورية لذلك في اقرب فرصة .
بعد قرية سليانة شدت القافلة الرحال الى اكودة من ولاية سوسة القرية حديثة البناء مقارنة بالقرى الأخرى "2010" حيث تحتوى على نوادي متنوعة و منازل تتوفر فيها مقومات العيش الكريم محمد يسري ضيف الله مدير قرية اكودة اكد ان طاقة استيعاب القرية هي 120 طفل 86 منهم مقيمين بالقرية و البقية في مبيتات الذكور و الاناث خارج القرية و أضاف ضيف الله:" وضعية قريتنا جيد لكننا نطمح لمزيد تحسين الظروف خاصة ان قرى sos تساعد العائلات المعوزة خارج القرية و تعمل على تحسين وضعيتها بإدخالها ضمن برنامج الدعم الخاص بها".
وتابع مدير القرية : "نطمح لبناء ملعب مجهز داخل القرية و اعتماد الطاقات المتجددة داخلها و ننتظر تفاعل المواطنين و كل الشكر للمؤسسات و الأشخاص الذين دعمونا".
أخيرا حطت القافلة للرحال في اخر محطة وهي قرية المحرس. القرية وضعيتها حسنة مقارنة بقرية سليانة لكن عدد من المنازل مغلقة داخلها .
محمد اليعقوبي مدير القرية اكد على احاطتهم بالأطفال و سعيهم لتوفير الظروف الملائمة و التوازن النفسي المطلوب لهم مع الدفع نحو دمجهم في المجتمع تدريجيا .و دعا اليعقوبي كل الأطراف المتداخلة لدعم القرى لتحسين وضعية الميزانية .
محمد مقديش رئيس الجمعية التونسية لقرى sos ختم هذه الجولة بالتعريف بالجمعية و توجيه نداء لكل الراغبين في المساعدة من داخل تونس و خارجها حيث قال:" جمعيتنا تعمل تحت رقابة هياكل الدولة من قضاة و مندوبي حماية الطفولة نسعى الى تطبيق توصيات الكنفدرالية الدولية في توفير منازل مندمجة في المجتمع الى سنة 2030 وهذا يتطلب التبرع بمنازل للجمعية لتقوية طاقة الاستعاب خاصة ان الأرقام الرسمية تشير الى وجود 00031 طفل في قائمة الانتظار للتدخل لفائدتهم .
و تابع مقديش:"يمكن مساعدنا عن طريق تنزيل التطبيقsosveو تعمير الاستمارة .كما ان ارقامنا و عناوينا متوفرة على صفحات قرى sos مما يسهل التواصل معنا . لم يختر احد منا مصيره أطفالنا ينتظرون دعمكم فكونوا سندا لهم ".
و قد تم خلال ختام الزيارة الأربع لقرى س وس تكريم الصحفيين المشاركين في القافلة بمنحهم لقب سفراء قرى س وس.