“قرطاج سيدة البحر الأبيض المتوسّط عاصمة افريقيا”.. كتاب “ضخم” وثّق تاريخ قرطاج منذ نشأتها حتى اندثارها

مروى الدريدي-

“قرطاج سيدة البحر الأبيض المتوسّط عاصمة افريقيا” كتاب ضخم ضخامة الحضارة القرطاجية، وعميق في طرحه لمحاولته الغوص في تفاصيل هذه الحضارة منذ نشأتها إلى اندثارها بالكامل سنة 1270م.

هو الكتاب الأوّل من نوعه كتب باللغة الفرنسية، وورد في إثني وعشرين محورا، وذلك لتمكّنه من توثيق تاريخ قرطاج ككلّ منذ نشأتها سنة 814 قبل الميلاد إلى أن لم يعد بها أيّ ساكن سنة 1270 بعد الميلاد، وفقا لكاتب الكتاب والمشرف عليه مدير البحوث بالمعهد الوطني للتراث سمير عون الله.

وتابع في تصريح لحقائق أون لاين، أن قرابة الـ21 قرنا من الحضارات التي تتالت على قرطاج تحدّ عنها هذا الكتاب، الذي شارك في اعداده 42 أستاذا وباحثا وطالبا في التاريخ والآثار من تونسيين وإيطاليين وفرنسيين ومالطيين، حيث وثّقوا عمق الحضارة القرطاجية منذ تأسيسها وإشعاعها مرورا بالملاحم التي مرت على أرضها وصولا إلى اندثارها وهدمها بالكامل سنة 1270 ميلادي عندما أمر المستنصر بإزاحة ما بقي قائما من المركض الروماني.

وقد أشرفت وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، على هذا العمل الذي يندرج وفقا لمدير الوكالة كمال البشيني، في إطار التعريف بالموقع الأثري لقرطاج وتثمينه باعتباره مسجلا على قائمة التراث العالمي، مضيفا أن ميزة هذا الكتاب تتمثل في تقديمه للمعلومة بشكل واسع وكونه خرج عن الجانب العلمي والأكاديمي نحو تقديم المعلومة التراثية للقارئ.

وقد ورد في ملخص الكتاب، أنّ الأسطورة التي تحكي أصول قرطاج وتأسيسها لم تنشأ إلا في غضون القرن الرابع قبل الميلاد، أي بعد أربعة أو خمسة قرون من الاستقرار الفعلي للفينيقيين على أرض قرطاج، ورغم وجود بعض الاختلافات الطفيفة أجمع المؤرخون اليونانيون واللاتينيون على ضبط تاريخ تأسيس قرطاج في حدود سنة 814 قبل الميلاد، وعلى هوية بطلة الملحمة عليسة، وقد أكد جميعهم جمالها وذكاءها وحسن صفاتها.

وانطلق المحور الأول للكتاب بالحديث عن قرطاج الفينيقية البونية ثم تأسيسها والخوض في المشهد الحضري لقرطاج ودينانة القرطاجيين والعهود المزدهرة لها، إلى أن وصل إلى الحديث إلى الحروب البونية التي نشأت بعدها قرطاج الرومانية.

وتحدث الكتاب عن عظمة قرطاج الرومانية ومظاهر ديانتها وعمرانها إلى أن وصل في تسلسل زمني للحديث عن قرطاج في أواخر الامبراطورية الرومانية وبداية المسيحية بها بقرطاج والمصادر الأدبية للفترتين الوندالية فالبيزنطية وقرطاج الوندالية وقرطاج البيزنطية وقرطاج القديمة وصولا إلى قرطاج خلال بدايات الاسلام.

الكتاب شيق في مضمونه لفائدته العلمية الثقافية أوّلا ولكشفه عن التاريخ القديم لقرطاج، من خلال نبشه في خفايا آثارها ومحاولة فكّ “شيفراتها”، التي كلما تعمقت فيها وأمعنت النظر أدركت أنها لم تكشف بعد عن أسرارها، علاوة عن ذلك فهو قيمة علمية ثقافية ينظاف إلى الكتب والدراسات التي تحدثت عن “سيدة البحر الأبيض المتوسط” قرطاج.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.