قرابة 4 أشهر على تبادل كل من تونس والمملكة المغربية سحب السفراء، ولا بوادر حتى الآن عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين المغاربيين.
وقد أكّد مصدر من سفارة المملكة المغربية لحقائق أون لاين، أن السفير المغربي بتونس حسن طارق، غير موجود بالسفارة، علما وأن السفير كان قد غادر تونس مع أفراد أسرته وطاقم كبير من موظفي السفارة، منذ 27 أوت 2022، بطلب من ملك المغرب، وذلك ردا على استقبال رئيس الجمهورية قيس سعيد لزعيم جبهة "البوليساريو"، في تونس الذي شارك في "ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا" تيكاد8.
وكان السفير المغربي حسن طارق عاد بمعية أفراد أسرته وطاقم كبير من موظفي سفارة المملكة المغربية في تونس الى المغرب اثر استدعائه عقب استقبال رئيس الجمهورية قيس سعيد لزعيم جبهة "البوليساريو"، للمشاركة في "ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا"، كما قررت تونس استدعاء سفيرها في الرباط، رداً على خطوة المغرب.
في هذا السياق، اعتبر وزير الخارجية الأسبق والديبلوماسي أحمد ونيّس، أن المسؤولية في تعثر العلاقات بين تونس والممكلة المغربية، هي مسؤولية تونسية بالاساس، مشيرا إلى أن المناسبات قد تعددت لتضيمد هذا الجرح وعودة السفراء إلى عواصمهم، لكن ذلك لم يحدث.
وأضاف ونيس في تصريح لحقائق أون لاين، أن عديد الفرص أُتيحت لرئيس الجمهورية قيس سعيد، لربط الصلة مع الوفود المغربية وتجاوز هذه العقبة إلا أنه لم يغتنمها، مشيرا إلى أن القمة الصينية العربية في الرياض، والقمة الأمريكية الافريقية في واشنطن، واجتماع وزراء الخارجية العرب في مصر، هي مناسبات كان يمكن استغلالها سواء على مستوى رئيس الجمهورية او رئيسة الحكومة أو وزير الخارجية.
وبين ونيس أنه من المؤكد أن الرئيس سعيد لم يعط الضوء الأخضر لتجاوز هذه العقبة، وهو ما يشير إلى وجود ذبذبة في القيادة التونسية، وفق تعبيره.
ولفت ونيس إلى أن سحب السفراء هو سابقة منذ "تفجير" القضية الصحراوية وهو أول تعثر يتم تسجيله في العلاقات بين البلدين منذ عام 1976.
وقال "إنه صرح منذ نهاية شهر أوت الفارط إنه من الضروري اثر انتهاء قمة تيكاد 8، أن تتخذ تونس الخطوة الدبلوماسية لتجاوز العقبات، وإن لم تتوفر الفرصة لذلك فيجب أن خلقها لكن يبدو أن الأمور جامدة وهذا أمر مؤسف".
واستدرك أحمد ونيس بالقول إن هذه العثرة لن تؤثر في الحلم المغاربي بتأسيس المغرب الموحّد بأعضائه الخمسة بناء على معاهدة مراكش في 17 فيفري 1989 مهما كانت المصاعب لأنه حلم يسكن ضمائر الشعوب المغاربية كاملة".
