قراءة في تشكيلة المنتخب: تركيز على الدفاع.. وإهمال للهجوم

حسم الفني البلجيكي جورج ليكانس خياراته وفضل أن يعول على رسم تكتيكي يقوم على 3 – 5 – 2 وذلك بالاعتماد على ثلاثة لاعبين في محور الدفاع هم محمد علي اليعقوبي وأيمن عبد النور وصيام بن يوسف..

وفي غياب بلال المحسني المصاب فضل الناخب الوطني أن يزج بمدافع الترجي الرياضي محمد علي اليعقوبي وإلى جانبه العائد من إصابة أيمن عبد النور ليشكلا ضلعي المثلث مع مدافع أسترا جيورجيو الروماني صيام بن يوسف..

تشكيلة المنتخب بشكلها الجديد تعيد إلى الأذهان نسخة نزار خنفير الانتقالية بين فترة الهولندي رود كرول اثر موقعة رابعة الكاميرونية وفترة تعرف البلجيكي جورج ليكانس على المنتخب حيث عول مدرب المنتخب الأولمبي على تشكيلة بثلاثة لاعبين في محور الدفاع مواجها خلالها كولومبيا وكوريا الجنوبية وبلجيكا..

البحث عن عدم الانهزام

يخوض المنتخب الوطني سباقا بنظام البطولة للتأهل إلى "كان" المغرب وبالتالي فإن حساب النقاط مهم للغاية وتبعا لذلك فإن لكل مباراة حساباتها وهو أمر نتفهمه جيدا..

مواجهة منتخب السنغال يعني الانتصار فيها التأهل إلى النهائيات الإفريقية وبنسبة كبيرة فإما الحصول على المركزين الأوليين أو التواجد ضمن أفضل منتخبين في المركز الثالث.. أما نتيجة التعادل مفيدة كذلك فهي تبقي المنتخب في الصدارة مع السنغال بالإضافة إلى المحافظة على فارق مريح مع مصر وبوتسوانا..

وتبعا لذلك فإن مواجهة اليوم هامة لكنها ليست مصيرية على حسابات التأهل سيما أن منتخبنا سيخوض اثنين من ثلاث مواجهات الإياب في تونس أمام جماهيره وفرص التعويض متاحة لذلك..

الخوف من السنغال

قبل سفر المنتخب إلى داكار تردد كثيرا أن الناخب الوطني يفكر في العودة إلى خطة 3 – 5 – 2 لكننا لم نتعامل بجدية مع الأمر باعتبار أن آخر مرة استنجد فيها النسور بهذه الخطة كان إطاره الفني يبحث عن إنقاذ نفسه والمنتخب من هزائم ثقيلة في غياب أبرز لاعبينا إما لالتزاماتهم مع نواديهم وإما للإصابة..

ولأن الأمر مختلف هذه المرة في ظل انتعاشة كبيرة للاعبينا ورصيد بشري لم يكن تجميعه بمتناول أي مدرب في ما سبق فإن صدور التشكيلة اليوم أصاب الكثيرين بالإحباط بأن أعاد رسم تلك الصورة للمنتخب الضعيف الذي خاض وديات الصائفة المنقضية..

إحباط وغبن أصابوا الجميع من اختيارات يطغى عليها الخوف والذعر من المنافس ولكننا مع ذلك نتمنى أن تكون صائبة وأن لا نقضم أصابعنا ندما من التفريط في فرصة مثلى لهزم السنغال في عقر داره وهو الذي يعاني من غيابات بارزة..

قوة هجومية متروكة

لم تعرف الساحة التونسية وفرة في اللاعبين الهجوميين كما هو متوفر في الفترة الحالية فالمنتخب يضم لاعبين في قيمة صابر خليفة وفخر الدين بن يوسف وياسين الشيخاوي ووهبي الخزري ويوسف المساكني وغيرهم ممن بإمكانهم تغيير نتيجة مباراة بعمل فردي متقن ومباراتا مصر وبوتسوانا دليل على ما نقول..

هذه الأسلحة الهجومية أبقاها ليكانس إلى جانبه ليجنح إلى الدفاع متهكما على كل من قالوا أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم.. فلسفة حاول البلجيكي أن يسوقها إلينا منذ وصوله بيننا إلا أنه أظهر بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يجيد إلا الكلام..

كل ما نأمله أن تصيب اختيارات البلجيكي مراميها وأن لا تظل طريقها فتصيبنا نحن لا قدر..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.