قبل 63 سنة: هكذا احتفل التونسيون بإعلان الاستقلال يوم 20 مارس 1956

يسري اللواتي-  

كان ذلك يوم ثلاثاء، عندما استفاق التونسيون على نبأ اعلان الاستقلال يوم 20 مارس 1956، لم يكن ذلك اليوم عابرا وعاديا كبقية الأيام، بل كان نتاجا لجملة من نضالات متواصلة أنهت بذلك عهدا كاملا من الاستعمار انطلق منذ امضاء معاهدة الحماية سنة 1881.

بالعودة إلى تفاصيل الاعلان، كانت عدة معطيات موضوعية سببا في اعلان استقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي، ففي شهر جانفي 1956 عيّن زعيم الحزب الاشتراكي الفرنسي غي مولى رئيسا للحكومة، فصرّح في خطاب التزكية "أن اتفاقيات سنة 1955 لا تحول دون تمتع تونس بالاستقلال في نطاق التكافل المنظم على غرار المغرب".

وقبيل اعلان الاستقلال، جرت مفاوضات بين الحكومتين التونسية والفرنسية أفضت إلى إمضاء بروتوكول الاعتراف باستقلال تونس يوم الثلاثاء 20 مارس 1956.

وبعد ذلك شهدت الحياة السياسية في تونس تطورا مهمّا تجسّد في انتخاب المجلس التأسيسي يوم 25 مارس 1956، وتكوين أول حكومة وطنية في عهد الاستقلال برئاسة الزعيم الحبيب بورقيبة.

مظاهرات واحتفالات تلقائية ورفض للأجنبي ..

سيظل كافة التونسيين الذين عاصروا فترة الاستقلال شاهدين على مظاهر الفرحة والنشوة التي غمرت كل فئات الشعب من شماله إلى جنوبه "لتنطلق منذ اعلان الاستقلال مظاهر الابتهاج الحقيقي والفرحة العارمة"، وفق تأكيد المؤرخ خالد عبيد.

عن مظاهر احتفال التونسيين باعلان الاستقلال يقول خالد عبيد لــحقائق أون لاين ، إن الآلاف من التونسيين خرجوا يوم الثلاثاء 20 مارس 1956، إلى الشوارع بصفة تلقائية بالرغم من استثنائية الوضع خاصة على المستوى الداخلي، كانت هناك فرحة كبيرة لا توصف حتى من قبل من عارضوا بورقيبة في ذلك الوقت أثناء مفاوضات الحكم.

يتابع المؤرخ بأنه انتاب كل التونسيين في ذلك الوقت شعور فريد وغير مسبوق بالنخوة والاعتزاز، بعد الملحمة الحقيقية التي خاضها لدحر الاستعمار الفرنسي، وفق قوله. يؤكد المتحدث أن عديد المظاهرات انطلقت بصفة عشوائية وعفوية في كامل أنحاء البلاد ليصبح كل ما هو أجنبي في ذلك الوقت مرفوضا ومنبوذا من كل الفئات التونسية.

ملحمة مازالت مجهولة…

يعتبر المؤرخ خالد عبيد أن ملحمة الاستقلال مازالت مجهولة للشعب التونسي خاصة من لم يعاصر تلك الفترة المهمة من تاريخ البلاد، متمنيا أن تتجدد تلك الملحمة في هذه الفترة بالذات.

الحزب الدستوري يُروج للانتصار الكبير..

 

من جهته يقول الدكتور وأستاذ التاريخ المعاصر عبد اللطيف الحناشي لــحقائق أون لاين، إنه خلال سنوات الاستقلال كانت الأمية منتشرة ضمن فئات الشعب التونسي، فكان الراديو الذي لم يكن متوفرا لدى العامة أحد مصادر الاطلاع على آخر الاخبار ومن بينها نبأ اعلان الاستقلال يوم 20 مارس 1956.

يعتبر الحناشي أن الوسيلة الأهم التي كانت سببا في شيوع نبأ الاستقلال هي الجرائد والحزب الدستوري الذي روج للخبر أياما قبل اعلانه بصفة رسمية، متابعا بالقول "الحزب الستوري كان يروج لخبر الاستقلال في المدن الكبيرة خاصة وأنه كان انجازا كبيرا جدا في ذلك الوقت".

يؤكد المتحدث أن الحزب الدستوري اعتبر في ذلك الوقت الاعلان "بالانتصار الكبير"، لتنظم يوم الاعلان الرسمي احتفالات وتجمعات جماهيرية دعا اليه الحزب ، خاصة وأنه "صاحب هذا الانتصار".

"شهد يوم الاعلان عن الاستقلال أي يوم 20 مارس احتفالات وتجمعات كبيرة شارك فيها كل فئات الشعب التونسي خاصة الشباب والنساء، وتمت عملية التعبئة عن طريق الحزب الدستوري الذي اعتبرها "مناسبة وطنية".

دور مهم لاتحاد الشغل ..

ذكر عبد اللطيف الحناشي في سياق حديثه عن احتفالات يوم 20 مارس 1956، أن الاتحاد العام التونسي للشغل شارك أيضا في الاحتفالات وساهم في التعبئة عبر مناضليه في كل الجهات، خاصة بعد التحالف والوفاق الذي شاب علاقته مع الحكومة بعد مؤتمر صفاقس 1955.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.