قاعة سينما الشعانبي تشعل فتيل انتفاضة الفنانين

يسرى الشيخاوي- 

"يدعمو الفاسدين ويعاقبو الفنانين هذه هي القصرين"، كلمات للمسرحي وليد الخضراوي يلخّص بها واقع الثقافة والفنون في القصرين في وقفة احتجاجية احتضنتها طريق نثر على قارعتها غضبه وحنقه على المسؤولين الذين عطّلوا مشروع  قاعة سينما الشعانبي الثقافي.

ومنذ ان رأى المشروع النور والخلافات تتجدّد كل سنة مع البلديىة بسبب تجديد عقد الكراء وفي كل مرة يتوه الحلم في تفاصيل البيروقراطية المقيتة وتواصل السلطات تعنتها ويشتعل فتيل الانتفاضة في نفوس من آمنوا بهذا المشروع.

قاعة السينما المهجورة لسنوات طويلة، بعث فيها وليد الخضراء ورفاق دربه الحياة وصارت مكانا تزينه الفنون وفضاء تكبر فيه أحلام أبناء الجهة الذين تمرنوا لأيام وليال في الفضاء وكانت الجوائز من نصيبهم في ملتقيات وطنية ودولية.

اليوم الفضاء مغلق، لأن مزاج السلطات المحلية أبى إلا ان يكبت الأنفاس الحالمة بقصرين الفن والثقافة، ورواده لا يجدون وجهة أخرى يتمرنون فيها، وفق حديث وليد الخضراوي الذي يؤكّد أنه اليوم فنان برتبة متمرّد سيمضي قدما في احتجاجه من اجل ان تفتح ابواب القاعة من جديد.

قاعة سينما مهجورة ومنسية تسوغها الخضراوي وهيأها بما توفر من إمكانيات لتحصل فيما بعد على دعم من مشروع "تفنن"، وتحل المعايير التقنية اللازمة للعروض الفنية محل الخراب ويصبح لعشاق الفن في القصرين فضاء يؤويهم.

ولكن يبدو أن قدر الاحلام في القصرين الوأد، فالفضاء الذي آوى الاطفال من خطر الإرهاب والإجرام ساكن لا حركة فيه لانه رهين وعود السلطات المحلّية بمعاينة القاعة وإعادة فتحها من جديد.

ونتيجة التحركات من اجل إعادة فتح الفضاء الثقافي تتعثر في كل مرة بالمماطلة والتسويف، واما اتباع نفس السياسة من قبل السلطات المحلية والجهوية لن يتراجع الخضراوي وكل من آمن بالفعل الثقافي في القصرين عن مطلبهم.

وإلى ان تنفّذ البلدية وعودها، يواصل الفضاء تمكين العاملين فيه من مستحقاتهم المادية في الوقت الذي تنعدم فيه الإيرادات بعد توقف كل انشطته ولكن تتعدد فيه مظاهر المساندة من المجتمع المدني ومن الفنانين.

وفي الأثناء تستمر معركة وليد الخضراوي من اجل حقه وحق أبناء القصرين في فضاء ثقافي يلجؤون إليه إذا ما سئموا واقع الجهة، وعن هذه المعركة يقول إنها بداية انتفاضضة الفنانين وان في انتصارهم انتصار فضاءات ثقافية خاصة اخرى تشكو وضعيات مزرية في الجهات 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.