قاعة “اكتشاف الذات”.. حينما ينسج محمّد البرهومي ملامح علاقة أخرى مع تلاميذه

يسرى الشيخاوي- 

 "اكتشاف الذات"، هاجس لكل فرد وعنوان لكل الخيارات والاحتمالات التي توشّح مسيرته في الحياة، "اكتشاف الذات" غاية يدركها الفرد بالتجارب وينير من خلالها بعض الزوايا المظلمة.

ولأن "اكتشاف الذات"، بوابة لتحديد المسارات وبناء ملامح شخصيات متصالحة مع محيطها خيّر أستاذ التربية المسرحية محمد البرهومي أن يكون اسما لقاعة تدريس التربية المسرحية التي أعدّها كي "يستريح" تلاميذه.

في إعدادية الواحةالعقبة التابعة للمندوبية الجهوية للتربية تونس2، بزغ الحلم ونما حتّى صار حقيقة، هو بعض من روح الأستاذ حوّلها إلى ألوان وأشكال ورسم بها لوحات مختلفة على الحيطان وطرّز تفاصيل ركحا يعتليه تلاميذه كلّما أرادوا أن يعرفوا معنى أن تكون فنانا.

مجهود فردي يبذله محمد البرهومي، وهو يحاول أن ينسج ملامح علاقة أخرى مع تلاميذه، علاقة يلتقون فيها على قاعدة الفن، هم أساتذه التربية المسرحية خلاقون للامل وللحياة وباحثون عن التجديد والاختلاف.

كثير من الوقت قضّاه البرهومي وهو يزين القاعة ويمحي آثار الكآبة من تفاصيلها وينثر ابتسامته في كل الأركان، ينساب عرقه ويعتريه التعب أحيانا ولكنه ينسى كل ذلك حينما يطالع الفرح في أعين تلاميذه.

في حديثه عن هذه التجربة ذات الأبعاد الفنية والوجودية، يقول البرهومي إنها بعض منه، زرع يسقيه إلى ان ينبت ثمرا حلوا كالعسل، هي بعض من ذاته بذله كي يشارك في بناء ذوات تلاميذه حتى ينيروا دربهم.

زاده المحبّة والشغف، محبّة المسرح والتدريس، محبة تونس ومحبة الأطفال ينثر في طريقهم الفرح ويستحضر طفولته فيهم، وهو قريب منهم تجاوز معهم مرحلة تلقين المعلومة، وفق قوله.

ومن خلال حصص التربية المسرحية يسعى إلى مخاطبة الإنسان داخل التلاميذ حتّى لا يموت ويحاول أن يستثير أجسادا أنهكها التعب والمحيط الآسن، هو يدعو التلميذ إلى التفكير والتأويل والتحليل والنقد، حسب حديث أستاذ التربية المسرحية الذي خطّ اسمه بأحرف من فرح في قلوب تلاميذه

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.