في فيلم “الطريق”: المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد يصنع من الغباء ذكاءً

بلغة سينمائية جمالية حُبلى بالمعاني والأفكار العميقة وخالية من التعقيد، استطاع المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد إيصال الفكرة الرئيسية في فيلمه "الطريق" وهي أن الغباء لا يولد مع الإنسان بل هو من يصنعه بنفسه إذا لم يؤمن الفرد بقدراته وإمكانياته وثقته بذاته.
وهذا الفيلم السوري "الطريق" روائي طويل من بطولة موفق الأحمد وغيث ضاهر ومأمون الخطيب ومحمد شمّا وأحمد كنعان وندا عباس وتماضر غانم وعدد من الوجوه السينمائية الشابة. وتدور أحداث الشريط السينمائي حول الطفل صالح ومعاناته جراء اتهامه بالغباء من قبل مجموعة من الأفراد المحيطين به. ولكن جده أوكل لنفسه مهمة تحويل الغباء الإدراكي الخاص للطفل إلى ذكاء معرفي وجمالي، فجعله يسلك طريقه ويمرّ بالمطبات التي تعترضه، ليجد على هذا الطريق قصة حب بنهاية سعيدة.
هذا العمل الذي جرى تصويره في أحد أرياف طرطوس الساحلية، هو عبارة عن مشهدية ريفية بسيطة وحكاية قد تجري في أي قرية ريفية في العالم. ولئن أوحت اللهجة السورية بانتماء الشخصيات لبيئتهم ومحيط عيشهم الذي تلونه تفاصيل حياتية تحمل آمالهم وخيباتهم، فإن القضية المركزية في الفيلم لا تقتصر على هذا الريف السوري الجميل فحسب، بل تتعداه لتشمل الإنسان عموما في مفهومه الكوني.
وقد أراد المخرج إبراز أن الغباء هو من صُنع الإنسان ولا يكون بالفطرة، وهو نابع من التنمر والاستهزاء بالآخر والتقليل من شأنه، ولذلك عمل على تحويل الطفل من حالة الغباء إلى إبراز مواطن الذكاء فيه والاستثمار في قدراته ليكون قائدا ومرشدا ومفكرا.
أما عن الخصائص الفنية للفيلم فقد اتسمت بالمراوحة بين الأسلوب الهزلي الساخر والتراجيديا والرومنسية، وهي ميزة وظفها المخرج بذكاء في الحبكة الدرامية والدفع بنسق الأحداث نحو نهاية سعيدة دون السقوط في فخ الرتابة.
من جهة أخرى، يحمل الفيلم رسائل للعالم مفادها أن سوريا بدأت تتعافى تدريجيا من مخلفات الحرب، وهذا يتجلى من خلال غياب مشاهد الحرب أو آثارها في المنطقة.

وات

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.