في فضاء مسرح كورتينا.. “كتابات موزونة” تخرج الى النور

 محمد علي الصغير –

ببادرة من جمعية "القلعة الكبرى مدينتي" التي يترأسها حميد الساحلي، قدّم أمس الجمعة 28 ديسمبر 2018، الدكتور الناصر ابن عبد السلام مولوده الأدبي الجديد "كتابات موزونة". 

وفي خضمّ تقديمه لهذا الكتاب خلال حفل حضره عدد من مثقفي الجهة والمهتمون بالشأن الأدبي والفكر، قال الاستاذ وناس المثلوثي وهو قصّاص مشهود له بالكفاءة، إن "كتابات موزونة هي كتابات مقدرة بميزان الحكمة" وهي كتابات مسكونة بحب الوطن اذ نجد الكاتب يفتخر بتاريخ تونس النضالي وهو يستعرض هذا التاريخ منذ القدم ليعود الى العصر القرطاجني مع حنبعل وصولا الى عصرنا الحالي مرورا بفترة النضال ضد الاستعمار والتوق الى الاستقلال. 

وعن هذا الانتاج الأدبي يقول صاحبه الدكتور الناصر ابن عبد السلام "كتابات موزونة" سميت هكذا "لاني لم استعمل الصورة الشعرية. هي كتابات فيها وزن وفيها بعض التستر بمعاني الحكمة والفلسفة". فهي على رأي الاستاذ وناس المثلوثي كتابات لا اطناب فيها.. فيها صور شعرية وفنية واضحة وبسيطة… وهي كذلك رحلة في الزمان والمكان بابعادها الاجتماعية والنفسية… هي بالتحديد "رحلة كاتب عاشق لوطنه ولاهله".

أنسنة الأدب والفكر

بالنسبة  للناصر ابن عبد السلام فان الهدف الاساسي من كتاباته هو "أنسنة" الادب والفكر اي جعل كل هذه الكتابات في خدمة الانسان… كما يرى كاتب "شوك الصحافة" و"الداء والدواء" وصاحب الشخصية الميالة للأدب والقراءة  والذي بالرغم من تحصيله العلمي كطبيب لم ينقطع عن الادب والفكر ان "الطبيب يجب ان يكون ملما بكل الاداب لانها تساعده في مهمته الانسانية".

ويعتبر "كتابات موزونة" مثالا لكتابات السيرة الذاتية وهي النموذج الادبي الطاغي اليوم التي تاثث لتجربة شخصية للكاتب تكون مثالا وومنهاجا لللاحقين حتى يتجنبوا المحاذير التي وقع فيها الكاتب. 

احتوت "كتابات موزونة" على رسائل سياسية مباشرة وصريحة الى الذين يتباهون باعتزازهم بهويات مشرقية ويتنكرون للهوية التونسية التي يعتبرها الكاتب اعرق من الهويات المشرقية… فالكاتب لم يخف خلال مصارحاته للجمهور الحاضر بفضاء مسرح كورتينا الذي يديره المسرحي اللامع ابن الجهة محمد علي سعيد،اعتزازه وفخره بالانتماء الى ارضه ومدينته ووطنه… 

كما اكد الكاتب على ضرورة الابتعاد عن الجهل والخرافة واعتماد الفكر والمنطق واعتماد الفنون الادبية للنهوض بالمستوى الفكري للانسان. كما اختزن الكاتب مهارات مسرحية وركحية اكتسبها منذ ايام الدراسة وافصح عنها في قصيدته "لا شيء في الافق" التي قدمها باسلوب استعراضي مثير شد اليه انتباه الحاضرين الذين اثنوا على هذا العمل الجديد للناصر ابن عبد السلام. 

تفاعل ايجابي للحضور

ولعل احتواء "كتابات موزونة" على قصائد باللغة الفرنسية مثل "vie de chien" التي قدمها الكاتب باسلوب جميل جدا ساعده فيها تمكنه من اللغة الفرنسية التي اكتسب فنون  نطقها خلال اقامته مطولا في عاصمة الأنوار باريس، زادت في انبهار الضيوف بكفاءة الكاتب وحذقه والمامه الجيد باللغتين. 

ولم يكن اللقاء مجرد حديث في اتجاه واحد بل كان في شكل مسامرة شيقة بين الكاتب وضيوفه الذين عاب عليه بعضهم اصراره على التمسك بالقالب الشعري القديم في حين ان المضامين التي تناولها حديثة وثورية نسبيا. في حين ان احد الحاضرين لامه اعتماد كل الاجناس الادبية الشعرية دون التركيز والتخصص في احدها دونا عن الاجناس الاخرى…

"كتابات موزونة" التي كانت محور نقاش بناء وثري بين الكاتب وثلة من الحاضرين على غرار الاساتذة جلال بن سعد وعلي بن عبد السلام وفوزي بن عامر والاعلامي المخضرم محمد بوفارس جاءت لتثري الساحة الأدبية والفكرية في مدينة القلعة الكبرى التي تشهد على امتداد السنة زخما ثقافيا وفكريا لا محدود.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.