أمل الصامت
أثار قرار السلطات الاماراتية بمنع التونسيات من الدخول إلى أراضيها أو المرور في رحلة عبورها وفق ما جاء في بلاغ منسوب إلى شركة الخطوط الإماراتية صدر اليوم الجمعة 22 ديسمبر 2017، أثارالكثير من ردود الافعال الرافضة والمندّدة بما اعتبر إهانة للمرأة التونسية ومسّا من كرامتها، حيث اعتبرت رئيسة لجنة الحريات الفردية والمساواة بمجلس نواب الشعب بشرى بلحاج حميدة أن هذا القرار يعدّ مرفوضا وغير مقبول ويتطلب ردّا تونسيا رسميا حازما.
وقالت بلحاج حميدة في تصريح لحقائق أون لاين إن هذا القرار إن دلّ على شيء فهو يدلّ على عقلية متخلفة مرفوضة من التونسيات والتونسيين عامة، مضيفة: “قرار مثل هذا يثبت ان المراة التونسية أصبحت مصدر قلق بالنسبة لهؤلاء وهو ما يدل على أنها تسير على الطريق الصحيح”.
وعبّرت عضو لجنة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والشباب والمسنين بمجلس نواب الشعب يمينة الزغلامي، هي الأخرى عن استغرابها الشديد من هذا الإجراء، معتبرة أنه قرار مهين للمراة التونسية التي لطالما أثبتت كونها شرف للمرأة العربية ونموذج يحتذى به في العالم ككلّ.
واعتبرت الزغلامي أن مثل هذا القرار لا يستطيع هزّ صورة المرأة التونسية المتقدمة في وضعها الحقوقي والقانوني، في أي مجتمع بما في ذلك المجتمع الإماراتي الذي تكن فيه المراة كل الاحترام والتقدير للتونسيات، وفق تقديرها.
من جهتها استنكرت رئيسة جمعية النساء الديمقراطيات منية بن جميع هذا القرار الذي قالت إن فيه إهانة ليس للتونسيات فقط بل لجميع التونسيين رجالا ونساء ودولة، مطالبة بردّ فعل رسميّ قويّ إزاء هذه الإهانة وتوضيحا حول أسباب اتخاذ قرار غريب كهذا، حسب تعبيرها.
وللإشارة فقد شهد مطار تونس قرطاج الدولي اليوم حالة من الاحتقان في صفوف المسافرات التونسيات إلى دولة الإمارات على متن الخطوط الجوية الإماراتية بعدما أكد لهم موظف التسجيل بلوغه تعليمات تقضي بعدم قبول أي امرأة تونسية على متن خطوط الشركة الإماراتية في اتجاه الإمارات أو عبرها باستثناء المتحصلات على الإقامة أو صاحبات جوازات السفر الدبلوماسية.
وكان ممثلون عن شركة طيران الإمارات في تونس، قد اكدوا لحقائق اون لاين هذا الخبر، مشيرين إلى انهم بصدد الاستفسار من السلطات الرسمية في دولة الإمارات.
وقد تم بعد ذلك السماح للمسافرات مجددا بالصعود على متن الخطوط الإماراتية دون توضيح ما إذا كان هذا العدول عن منع التونسيات غير المقيمات بالإمارات او الحاملات لجوازات سفر ديبلوماسية قرارا نهائيا أم يتعلق بالرحلة المذكورة فقط، علما وأن السلطات التونسية لم تصدر إلى حدّ كتابة هذه الأسطر أي موقف رسمي تجاه الموضوع أو توضيح حوله.
