في عيد المرأة.. ابنة الهادي التركي تحقق حلمها ببعث فضاء ثقافي باسم والدها

 يسرى الشيخاوي-

"فضاء فن وثقافة" بحروف عربية، يليها اسم "الهادي التركي بحروف فرنسية، لافتة تطالعك وانت تدخل الفضاء الذي هيأته سميرة التركي لتحيي ذكرى والدها وتبعث حياة أخرى في لوحات والدها وكتبه وكل آثاره الفنية والثقافية.

في اليوم العالمي للدفاع عن حقوق  المرأة يفتتح هذا الفضاء أبوابه في اختيار رمزي للتاريخ، أرادت من خلاله سميرة التركي أن تنتصر لنفسها ولحلمها كإمرأة أرادت أن تستثمر في الشأن الثقافي والفني.

وعن اختيارها لهذا التاريخ، تقول التركي في تصريح لحقائق أون لاين على هامش الافتتاح، " اخترنا هذا التاريخ لأن المشروع بعثته إمرأة وهو حلم يمتد لأكثر من عشرين سنة بعد أن واجه عديد الصعوبات"

في سياق متصل، أضافت " الفضاء رأى النور بعد وفاة والدي الهادي التركي  الذي ساعدني كثيرا في بعثه لهذا أطلقتُ عليه إسمه،  وهو فضاء وجد لتشجيع الفنانات والمثقفات على وجه الخصوص ولكنه مفتوح أيضا للفنانين والمثقفين".

والفضاء الثقافي فتح بابه للمرة الاولى بحضور وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي وتزيّن بلوحات للفنون الهادي التركي، لوحات تحمل في تفاصيلها أسلوبا مختلفا ومتفردا وتروي حكايات مختلفة عن الخلق والحياة.

بحضور عدد من أفراد عائلته وبعض الوجوه الثقافية والفنية، سرت روح الفنان الهادي التركي في تفاصيل المكان وفي الآثار التي تركها، في اللوحات والمنحوتات والكتب التي أثرت المكتبة المفتوحة للعموم والتي قالت محدثتنا سميرة التركي إنها تضم أيضا كتبها وكتبا عن الفن والثقافة.

والفضاء  الثقافي الموشح بالفن والتاريخ والذي يؤوي ثروة فنية لا تقدر بمال، يكفي أنها تخلد لذكرى الراحل الهادي تركي، يضم إلى جانب قاعة عرض للفن التشكيلي والمكتبة المتخصصة، مقهى ثقافي.

وهذا الركن المهيئ  بحرص، يحتوي على شاشة عرضت مقتطفات من فيلم من إنتاج حفيد الفنان هادي التركي، حيدر الحسين التركي وإخراج رامي الجربوعي، يتسلل من بينها صوته وكأنه يقول إن الفنان حي أبد لا يموت، حي في آثاره وحكاياته وشهادات الناس عنه.

ومن المنتظر أن يُعرض الفيلم الذي سيكون، مبدئيا، بعنوان "l’homme abstrait"، في الخامس عشر من شهر ماي في الذكرى المائة لميلاد الهادي التركي  وفيه محطات فارقة في حياته وشهادات لمن عاصروه وحفظوا بعضا من ذاكرته وذكراه.

وبعيدا عن الصعوبات التي تعرضت لها سميرة التركي وهي تحاول أن تستكمل ملامح حلمها، يقوم الفضاء على فكرة كونه متحركا وديناميكيا يتحرك وفق تخصصات المرأة في مجالات الفنون والثقافة، وفق حديث التركي التي أعربت عن أملها في أن تتحلى بالقوة والنفس الطويلين لتستمر في هذا المشروع وتكون في مستوى الانتظارات.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.