في سوق باب الفلة: “غلاء الأسعار لن ينغّص علينا فرحة رمضان”

يسري اللواتي-

في أول أيام شهر رمضان تبدو الحركة عادية جدا في سوق باب الفلة بالعاصمة، وبقدر انتصاب الباعة كان حضور المستهلكين محترما بالرغم من تعب الصيام وغياب بعض المنتوجات خاصة من الفواكه والغلال.

على امتداد سوق باب الفلة المحاذي لجامع باب الجزيرة البراني، انتصب باعة الخضر والغلال واللحوم بأنواعها على اليمين واليسار، وهم في نقاش متواصل حول الأسعار وكأن المشهد شبيه بمداولات البورصة، أين يناقش المضاربون ارتفاع الأسعار أو انخفاضها.

أسعار شبه موحدة..

“البصل بـ 750 مليما والطماطم بـ 1400 مليم والبطاطا بـ 800 مليم للكيلغرام الواحد” يعرض أحد الباعة منتوجه الذي يلقى اقبالا محترما من المتجولين في السوق، لتقول احدى النسوة مخاطبة البائع “الحمد لله انخفضت الأسعار قليلا لكنها لا تناسب ضعاف الحال في البلاد”.

في سوق باب الفلة يبدو واضحا أن الباعة متفقون حول سعر شبه موحد للمواد الأساسية خاصة البطاطا والطماطم والبصل والفلفل، لذلك يجد أغلب الحرفاء الذين تحدثت اليهم حقائق أون لاين صعوبة في اختيار البائع المناسب لتكون الجودة والنظافة وخاصة اللباقة المؤشر الفيصل للاختيار.

وعلى الرغم من هذا الارتفاع أكد وزير التجارة عمر الباهي خلال ندوة صحفية عقدها أمس الأربعاء تسجيل انفراج في أسعار عدة منتوجات في المدة الأخيرة، معتبرا أنها ستتواصل خلال شهر على غرار البطاطا والطماطم والبصل والفلفل.

ارتفاع الأسعار لن يفسد علينا فرحة رمضان..

تقول فاطمة (45 سنة أصيلة منطقة سيدي البشير) لــحقائق اون لاين، إن الأسعار في أول أيام شهر رمضان تبدو مرتفعة بعض الشيء رغم أن السلطات تروج لانخفاضها مقارنة بالأيام الفارطة، متابعة بأن أسعار الطماطم هي الأغلى في السوق اذ بلغت 1400 مليم وهو ما لا يقدر عليه كل التونسيين”، على حد تعبيرها.

تتابع فاطمة “كما ترى رغم أن الأسعار مرتفعة نسبيا إلا ان التونسيين لا يقنطون من التردد  على هذا السوق رغم الظروف المادية الصعبة التي يعيشونها بعد الثورة”.

تؤكد فاطمة وهي تضحك “ارتفاع الأسعار لن يفسد علينا فرحة رمضان وها انك ترى اقبال التونسيين في هذا الساعة المبكرة نسبيا (9.35 دقيقة”.

“دراما” الأسواق التونسية في رمضان..

لم يكن يفسد ذلك الهدوء الذي شاب السوق في ساعات الصباح الأولى، إلا خلاف “مزعج”  جد بين مسنّة وأحد الباعة حول الثمن، اذ تتشبث العجوز بأنها قدمت ثمن الغلال بينما يصيح البائع “يا حاجة لم أتلق منك أي مليم”.

يبدو أن هذا الخلاف الذي تمسكت العجوز بتصعيده قد أثار حفيظة الباعة وخاصة رواد السوق، الذين حاولوا احتواء الأمر للتخفيف من حدة توتر البائع الذي استشاط غضبا في وجه المسنة.

نقص في بعض المنتوجات..

غير بعيد على تلك “الدراما”، تشتكي امال من عدم توفر كميات محترمة من اللحوم خاصة الحمراء، الأمر الذي دفع بالباعة وفق تقديرها الى الترفيع في الأسعار بحكم ان المنتوج غير متوفر بكميات كبيرة.

وفي هذا السياق أقرّ وزير التجارة عمر الباهي بوجود ضغط على مادتي الدجاج واللحوم الحمراء ما دفع الوزارة الى توريد كميات من اللحوم الحمراء لتعديل العرض .

لكن امال تعتبر أن أسعار لحم الأغنام (الضأن) مقبولة جدا اذ بلغت عند بعض التجار حوالي 17 دينارا للكليغرام الواحد، وهو سعر “مقبول” مقارنة بالأسعار خلال الفترة السابقة.

سوق بلدي خاو..

على بعد أمتار من سوق باب الفلة، بدا السوق البلدي بباب الجزيرة شبه خاو من الباعة وحتى من المواطنين، لتتعجب احدى المواطنات ضاحكة “سوق بلدي ولا يوجد فيه أي شيء”.

في هذا السوق يكابد بعض الباعة الذين لم يتجاوز عددهم الخمسة، لاستقبال المارة الذين يبدو أن زيارتهم كانت بمحض الصدفة، لكنهم يفشلون في ذلك فأصوات باعة باب الفلة تجذب الحرفاء رغما عنهم.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.