في سهرة رأس السنة: القنوات الوطنية تخذل العائلة التونسية!

التونسي كغيره من الشعوب مختلف في اختياراته وميولاته على جميع الأصعدة سواء في السياسة، في الفن، في الثقافة، في اللباس… وفي التفكير عموما، استجابة لخصوصيات الذات البشرية القائمة على الاختلاف والتنوع.

وككل سنة اختار شق من التونسيين تمضية ليلة رأس السنة الإدارية في مكان بعيد عن البيت، فيما خير آخرون البقاء ضمن إطار المنزل والأجواء العائلية الدافئة خاصة إثر تحذير وزارة الداخلية من وجود تهديدات جدية بالقيام بعمليات ارهابية تزامنا مع هذه المناسبة.

التلفزات الوطنية في الموعد…

وكانت التلفزات الوطنية في الموعد كعادتها هي الأخرى، لنقل ما أعدت له من سهرات ألف المشاهد الالتفاف حولها كل سنة، إلا أن ردود الأفعال تباينت من قناة إلى أخرى ومن سهرة إلى غيرها.

وباعتبار الخصوصية التي تتميز بها الأعمال التلفزيونية من حيث دخولها البيوت دون استئذان، رأى العديد من المشاهدين من مختلف الشرائح العمرية والمستويات الفكرية طالت حتى السياسيين أن بعض الفقرات التي أعدت ضمن هذه السهرات لم تكن بالمستوى الأخلاقي المطلوب.

ولعل اتساع رقعة المشهد السمعي البصري في تونس السبب الأساسي في سعي القنوات – كل على طريقته – لجلب أكبر نسبة مشاهدة وبالتالي كسب أرباح ضخمة من الاشهار الذي يعتبر المصدر الأساسي وربما الوحيد لمداخيل وسائل الاعلام هذه.

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن!

لجأ معدو سهرات ليلة رأس السنة على شاشات التلفزات التونسية إلى طرق عديدة ومختلفة هدفها الوحيد والرئيسي استقطاب أعلى نسب المشاهدة، إلا أن الغاية لا تبرر الوسيلة أحيانا خاصة وإن لم تلقى تلك الوسيلة إعجاب المتلقي.

وفي هذا الإطار لاقت قناة حنبعل والقائمون عليها انتقادات لاذعة بسبب ما وصفه الكثيرون بالابتذال والعري والمستوى الأخلاقي الهابط بعد عرض فقرة الراقصة الشرقية التي أطلت على المشاهدين شبه عارية، إضافة إلى الوصلات الغنائية التي قدمتها الفنانة منال عمارة على قناة التونسية بطريقة أقل ما قيل عنها عروض إباحية.

ولم تسلم الوطنية الأولى التي كان من المفروض أن تقدم مستوى أكثر التزاما من القنوات الخاصة الأخرى باعتبارها "وطنية" وقناة العائلة التونسية، من ردود الفعل المتشنجة بعدما ضمّنت سهرتها الخاصة بليلة رأس السنة هي الأخرى، فقرة الرقص الشرقي حتى وإن ظهرت الراقصة يومها في ملابس أكثر احتشاما من زميلتها على قناة حنبعل التي اختارت منذ الثورة أن تسمي نفسها "صوت الشعب".

هذا المستوى الرديء الذي لم تعهد القنوات التونسية تقديمه -رغم كل النقائص والعيوب التي تحيط بها – خذل العديد من المشاهدين وأجبرهم على تغيير وجهتهم إلى قنوات أجنبية عربية وأوروبية قالوا إنهم وجدوا فيها احتراما أكثر للذوق العربي المحافظ الذي لا يسمح بتجاوز الخطوط الحمراء للأسرة التونسية والعربية عموما.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.