نظّمت الجمعية الجهوية للصحافة بجندوبة، وفي آخر نشاط لها قبل أن تتحول إلى جمعية إقليمية لها 4 فروع جهوية بكل من جندوبة،باجة،الكاف وسليانة، أمس الاحد 29 ديسمبر الجاري حوارا جهويا حول واقع التنمية بجندوبة تحت شعار"أنت تسأل والنائب يجيب" حضره عدد من مكونات المجتمع المدني بالجهة وأشرف على تنشيطه 3 نواب من نواب الجهة بالمجلس التأسيسي وهم أحمد المشرقي عن حركة النهضة ، ورابح الخرايفي عن الحزب الجمهوري ،والنائب المستقيل مؤخرا من نداء تونس ضمير المناعي.
وبعد عرض سمعي لواقع التنمية بالجهة من قبل وزير التنمية الجهوية السابق جمال الدين الغربي احتدّ النقاش بين الحاضرين وعدد من أعضاء هيئة جمعية جندوبة الرياضية يتقدّمهم رئيس الجمعية رضا الجلاصي الذين عبّروا عن استيائهم ممّا وصفوها بحالة اللامبالاة من قبل ممثلي الجهة بالمجلس التأسيسي في علاقة بمشاغل ولاية جندوبة التنموية ، مستغربين عقد هذا اللقاء الحواري معهم في الوقت الضائع والحكومة تجمع شتاتها نحو الرحيل ، معتبرين أنّه لاوجود لأية مردودية ونجاعة لحضور نواب الجهة بالمجلس إلا خدمة مصالحهم الخاصة.
وفي ردّه على هذا الاحتجاج من قبل ممثّلي جمعية جندوبة الرياضية أكّد النائب أحمد المشرقي عن حركة النهضة فشل نوّاب الجهة في إيصال صوت مواطنيها إذ أكّد أن محاولات النواب في الدفاع عن حق الجهة في التنمية كانت متعددة ولكنها باءت بالفشل أمام "قوّة اللوبي السياسي والاقتصادي" لبعض الجهات في السيطرة على مراكز القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي حسب رأيه، ذاكرا في هذا الصدد أنه شخصيا تمّ طرده وعدم قبوله من قبل أحد المديرين العامين بوزارة الصحة ممّا اضطره للاعتصام والمطالبة بمقابلة وزير الصحة زميله القيادي في حركة النهضة عبد اللطيف المكي. وأكّد أن الجهة في حاجة مستقبلا إلى طاقم من الكفاءات السياسية والاقتصادية المختصة والقادرة على ضمان الدفاع عن حق الجهة في تنمية جهوية عادلة.
من جهة أخرى، صرّح النائب عن الحزب الجمهوري رابح الخرايفي أن ميزانية الدولة لسنة 2014 تبلغ 28 ألف مليون دينار منها ألف مليار ستخصص لخلاص الاجور و4 آلاف مليار و292 مليون مخصصة لصندوق الدعم و4 آلاف مليار و675 مليون مخصصة لخلاص ديون الدولة التونسية وللخدمات وما تبقى من ميزانية التنمية لا يتجاوز الـ5 آلاف مليار و600 مليون معترفا بأنها ميزانية ضعيفة لا يمكّن أن تلبي طلبات التنمية والمشاريع الهامة بالبلاد كما لا يمكن أن تقدّم مستوى خدماتيا عاليا جدّا.
وفي سياق آخر، قدّم جمال الدين الغربي وزير التنمية الجهوية السابق عرضا سمعيا بصريا شخّص من خلاله واقع التنمية بولاية جندوبة وأقرّ من خلال هذا العرض ضعف جامعة جندوبة من الناحية البيداغوجية والتكوينية نظرا للتهميش الذي طال إطار التدريس وفق تعبيره حيث أقرّ أن أكثر من 50./. من الاساتذة يدرّسون بكليات والمعاهد العليا التابعة لجامعة جندوبة على سبيل التعاقد دون أن تتوفّر لهم أي ظروف مهنية تشجّع على البحث والتجديد الجامعي بإعتبار عدم توفّر مخابر بحث وعدم إنفتاح الجامعة على محيطها الاقتصادي والتنموي الجهوي.
