صنع العرب والأفارقة يوم أمس الأول الحدث بفندق الكنفدراليات بزيوريخ السويسرية، حيث يقيم أعضاء الجمعية العامة للاتحاد الدولي لكرة القدم، بعد انسحاب العديد منهم من القاعة التي كان مقررا أن تحتضن مداخلة رئيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم.
اتفق عديد الاتحادات الإفريقية من العرب والمسلمين على مقاطعة مداخلة رئيس اتحاد الكيان الصهيوني الذي كان مقررا أن يكون أول من يقدّم تبريرات للأفارقة حول الخلاف القائم مع الاتحاد الفلسطيني الذي طلب تجميد عضوية إسرائيل في “الفيفا”.
فبمجرّد دخوله للقاعة، حتى قام رؤساء عدة اتحادات إفريقية ومرافقوهم على الانسحاب، بداية من رئيس “الفاف” محمّد روراوة ومرافقيه، وهي خطوة أحدثت زلزالا بالقاعة ودفعت بعض ممثلي الاتحادات الإفريقية إلى النهوض من أماكنهم والانسحاب دون سابق إنذار، بينما غادر أعضاء آخرون القاعة من البلدان الإفريقية دون معرفة ما يحدث، ما جعل رئيس اتحاد الكيان الصهيوني يلقي كلمته أمام نصف تعداد الأعضاء الواجب تواجدهم.
وبعد نحو عشرين دقيقة على انسحاب العرب والمسلمين للقارة الإفريقية ومقاطعتهم لمداخلة رئيس اتحاد الكيان الصهيوني عاد الجميع إلى القاعة للاستماع إلى مبررات رئيس الاتحاد الفلسطيني فقد امتلأت القاعة عن آخرها وألقى اللواء جبريل الرجوب كلمته على أعضاء وكلهم آذان صاغية، قبل أن “تنفجر” القاعة بحرارة التصفيق الذي يعلن عن التأييد المطلق للفلسطينيين حين انتهى رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم مداخلته.
ورغم هذا الموقف لاتحادات الجزائر والمغرب وتونس ومصر وليبيا وموريتانيا وجيبوتي وجزر القمر والسودان وتنزانيا، وغيرها من الأعضاء، إلا أن رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم قال في تصريحات مقتضبة عقب نهاية مداخلته “كنت أريد ألا ينسحب العرب والأفارقة من القاعة عندما ألقى رئيس اتحاد الكيان الصهيوني لمداخلته، كنت أريد أن يسمع الجميع لتبريراته حول الموقف المعادي للفلسطينيين ورياضييهم”.
وتناقلت وسائل الإعلام الحدث الذي أثار ضجة كبيرة، إلى درجة أن بعض الأعضاء من الأفارقة، حسب مصدرنا، غادروا القاعة وفي اعتقادهم أن الجلسة رفعت لارتشاف القهوة، ليكتشف الجميع في الأخير بأن الأمر يتعلق بموقف جماعي للعرب والمسلمين الأفارقة بعدم البقاء في القاعة ورئيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم يدلي بتصريحاته.
وكان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم قد طلب تجميد عضوية إسرائيل في “الفيفا” بسبب التجاوزات الخاصة في حق الرياضيين الفلسطينيين، وإقدام الكيان الصهيوني على إنشاء أندية بالأراضي المحتلة، ما جعل رئيس “الفيفا” جوزيف سيب بلاتر يسعى لحل الإشكال بطريقة ودية حين اجتمع بمسؤولي الكيان الصهيوني والجانب الفلسطيني قبل أيام، ووجد بلاتر حلا وسطا باقتراح مباراة السلام.