في البحث عن بدائل جادة.. “عرائس عمو طارق” نموذجا

يسرى الشيخاوي-
في الوقت الذي تغزو فيه السطحية والتفاهة فضاءات ومنابر كثيرة، تبرز بعض المحاولات التي تحاول أن تكسر جدار الرداءة الذي لا ينفك يعلو.
 
من بين هذه المحاولات تلك التي يقوم بها المربّي طارق العمراوي الذي يعتمد على الأنشطة الثقافية والفنية لتبليغ رسائل تربوية وقيمية.
 
و"عرائس عمو طارق" مشروعه الجديد الذي يتمثل في عرض فرجوي قائم على مسرح العرائس، وهو من نصه وإخراجه وفيه يروي حكايات من الواقع وخرافات محملة بالعبر والحكم.
 
وفي المركب الثقافي "عمر السعيدي" والمكتبة الجهوية بجندوبة، خلال العطلة، كان الأطفال على موعد مع رؤية بيداغوجية جديدة جسّدها العمراوي عبر عرائسه العشر التي شحنها بمسائل تربوية وبيئية وأخلاقية  ومجتمعية.
 
الحب وطاعة الوالدين والتآزر والاحترام والصدق والأمانة والحفاظ على المحيط وغيرها من القيم كانت حاضرة في العرض الذي أثار إشكاليات كثيرة من بينها ثقب الأوزون والانحباس الحراري وذوبان الثلوج في القطبين الشمالي والجنوبي.
 
وعلى إيقاع حكاية ترويها "أمي جوينة"  انطلاقا من التراث الشفوي تتولد الحكايات في عرض "عرائس عمو طارق" ويحضر أرنب ليغني أغنية "قال الارنب لامو"  والتي يبعث من خلالها رسائل عن ضرورة استشارة الأهل لتجنب العواقب الوخيمة.
 
ومن حكاية القرد، يثير مشكل استغلال الحيوانات في المخابر ويمر إلى قصة الدلفين الذي يتحدّث عن تلوث البحار، قبل أن يصدح صوت البطريق منددا بذوبان الثلج في القطبين.
 
كل المضامين السابقة قدّمها طارق العمراوي بنص يراعي الفئة العمرية الموجه لها ويضعهم على السبيل الصحيحة في الفهم والاستيعاب.
 
وفي العرض، يروي قصة "بياض الثلج" كاملة على لسان أحد الأقزام الذين ساعدوها في النجاة والتغلب على شرور زوجة أبيها، وعبر هذه القصة يغازل خيال الأطفال.
 
وبين الحكايات والخرافات  تتسلل موسيقى لا تخلو من مغزى تهدف إلى تقريب الصورة وتبسيط الأهداف المراد تبليغها، فيما كان " كوكو" المهرج الخيط الرابط  بين العرائس.
 
وبعد العرض، يخرج "عمو طارق" من خلف الستار بعد أن نطقت عرائسه بما يختلج صدر الكون من هواجس، ويخوض نقاشا مباشرا مع الأطفال حول المضامين التي قدمها.
 
ومن المنتظر أن تجوب هذه العرائس رياض الأطفال والمدارس والمركبات الثقافية لتكون بديلا للأطفال عما يعترضهم من سطحية وتفاهة وابتذال.
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.