يسرى الشيخاوي-
بعد أشهر من التحضيرات، رأت الدورة العشرين من مهرجان الأغنية النور في ظروف استثنائية فرضتها جائحة كورونا التي وسمت الأجواء من خلال الكمامات التي غطت الابتسامات على الشفاه ولكنها لم تطمس نظرات الأمل في الأعين.
وفي سهرة الافتتاح لم يكن الجمهور سخيا كعادته، لأحكام كورونا، على موعد مع أصوات فنانين شبان يتحسسون طريقهم في المشهد الموسيقي التونسي ويتنافسون في مسابقة الأغنية الوترية، ومع وصلات من أغاني الزمن الجميل سواء من الأغاني المتوجة في دورات سابقة من المهرجان أو أغاني السيدة سلاف التي صدحت بها على الركح.
وفي بعض تفاصيل المهرجان يطالعك حنين كثير، من ذلك ان نجم سهرة الافتتاح صابر الرباعي مر بمهرجان الأغنية التونسية وهو اليوم يعتلي ركح قاعة الأوبرا ليتغنى بأغان وسمت بداياته.
وعلى نسق الألحان التي أوجدها عازفو الفرقة الخاصة للمهرجان بقيادة المايسترو قيس المليتي، دوت "صرخة" في الأرجاء وتمايلت الرؤوس على إيقاع "سلطان هواك" وعاد الرباعي بجمهوره سنوات إلى الوراء.
وفي كلمة موشّحة بالنوستالجيا تحدّث عن مهرجان الأغنية وعن ذكريات الخوف والرهبة والإحباط أيضا وعن مكانة هذا المهرجان في قلوب الفنانين والموسيقيين، آملا ألاّ يكون لسنوات الانقطاع الإثنتي عشرة أي تأثير في عودته وأن تحمل هذه العودة الخير للأغنية التونسية.
وفي مواصلة لإحياء لحظات من الماضي الجميل، كرّم صابر الرباعي الفنانة صليحة على طريقته من خلال كوكتيل من أغانيها ونثر الفرح في صفوف الجمهور وهو يعزف على أوتار الحنين.