8
يسرى الشيخاوي-
في اختتام الندوات الفكرية لمهرجان الأغنية التونسية في دورته العشرين، انكب الاهتمام على إشكاليات إنتاج الأغنية التونسية وسبل دعمها عبر مداخلتين للشاعر والباحث الجليدي العويني ومدير إدارة الموسيقى والرقص والمنسق العام لمهرجان الأغنية التونسية أحمد إيدير، تتعلق الأولى بإشكاليات الدعم فيما تعنى الثانية بسبله.
وقبل انطلاق أشغال الندوة، ذكر المشرف عليها الفنان صالح حميدات بمحاور الندوتين السابقتين إذ بحثتا مسألة الأغنية التونسية مرورا بمهرجانها رؤيته وأفاق تطويره، وصولا إلى الاتصال ودوره في الترويج لها.
وتحدّث الشاعر الجليدي العويني في مداخلته عن الإنتاج زمن الاستعمار وفترة المشروع الوطني والإنتاج الخاص وعن العوائق الحالية التي تواجهه بالإضافة إلى الترابط بين الإنتاج والترويج وتراجع دور المؤسسات العامة والخاصة في التسويق للإنتاجات الموسيقية.
وبيّن العويني أنّ مسألة الإنتاج تشمل بعدين، الأول إبداعي يتعلق بما يقدّمه الفنان والثاني مادي يتعلق بكيفية تنفيذ المقترح الإبداعي، معرّجا على المراحل التاريخية التي شهدها الإنتاج منذ زمن الاستعمار وصولا إلى الوقت الراهن.
وأشار إلى تجربة الشركات الخاصة في الثلاثينات والفرقة الرشيدية وفرقة الإذاعة والفرق البلدية والفرق الخاصة بما تمثّله من حافز للإنتاج، معتبرا أن المعادلة بين الإنتاج والترويج أصبحت مختلة في الوقت الراهن وسط عائق تقني مرتبط بوسائل البث الجديدة التي بقي جيل من الموسيقيين عاجزا عن التفاعل معها في حين مثلت فرصة ظهور للمشاريع الجديدة.
كما بسط جملة من المقترحات التي تهدف إلى خلق الحافز والإمكانيات للتمكّن من تجاوز إشكاليات الأغنية التونسية، من ذلك التأقلم مع المتوفر منها وتجاوز بعض التصورات والعادات في إنتاج الأغنية المتقنة وتنظيم دورات تكوينية لجيل من الموسيقيين ليكونوا حاضرين على المنصات الجديدة، إلى جانب القطع مع المناسبتية في عرض الانتاجات الموسيقية وعرضها على مدار السنة.
وفي مداخلته تحدّث مدير إدارة الموسيقى والرقص وعضو الهيئة المديرة للدورة العشرين لمهرجان الأغنية أحمد ايدير عن سبل دعم الإنتاجات الموسيقية سواء عبر تشجيع الإصدارات الموسيقية من اغان ومعزوفات أو عبر صندوق تشجيع الإبداع الأدبي والفني.
وأشار أحمد إيدير إلى أن بعض مشاريع الدعم قارة في وزارة الشؤون الثقافية وبعضها الآخر يتغير في إطار سياسات الوزارة واستراتيجياتها على غرار مشروع "تفنن" وإلى أن الوزارة تدعم الأغاني والمعزوفات منذ سنة 2000.
كما كّد أن الدعم موجود ولكن الإشكال يكمن في الإبداع الذي يتسم بالفقر فإدارة الرقص والموسيقى تتلقى عددا كبيرا من المشاريع الموسيقية لكنها لا تخضع في مجملها إلى الشروط الجمالية والإبداعية، مشيرا إلى أن التنفيذ الموسيقي فاق المغني والمشروع فالعازفون مهرة وممتازون ولكن لا توجد أفكار إبداعية ومن يقدم مشروع يفكّر فقط في أن ينال الدعم، وفق قوله.