فلسفة أخرى لمهرجان قرطاج الدولي…

يسرى الشيخاوي- 

في الوقت الذي ألقت فيه جائحة كورونا بظلالها البائسة على قطاع الثقافة في تونس وخنقت الفعاليات الثقافية والفنية، عكفت إدارة مهرجان قرطاج الذي ألغي في دورته للعام الماضي على نسج ملامح تصور مغاير للبرمجة.

وقد طرح القائمون على المهرجان، في مؤتمر صحفي عقد اليوم السبت بمدينة الثقافة، فلسفة أخرى للمهرجان العريق تراوح بين العروض الدولية والتونسية والوثائقيات التكريمية وحفظ الذاكرة الموسيقية. 

أكثر من بعد لمهرجان قرطاج.. 

في حديثه عن دورة مهرجان قرطاج لسنة 2021، ذكّر المدير الفني عماد العليبي بأن تسميته كانت في شهر جانفي من سنة 2020، مبيّنا أنه في البداية طرح عدّة تساؤلات عن هوية المهرجان وعن تصوّره وأسسه وبداياته وغيابه عن خارطة المهرجانات العالمية وعن انسجام البرمجة مع السياسات الثقافية للدولة وعن المهرجان في بعده التاريخي.

وقد أفضت تساؤلات الفنان عماد العليبي إلى خلق فلسفة تجعل من المهرجان الذي سينعقد من 11 جويلية إلى 17 أوت 2021، محرّكا للديبلوماسية الثقافية والسياحة الثقافية والبرمجة الثقافية، وقد تم الاستئناس بتجارب الآباء المؤسسين للمهرجان على غرار رجاء فرحات ورؤوف بن عمر وتوفيق الجبالي.

ومن المنتظر ان يتم عرض أشرطة وثائقية بعنوان"Carthage Stories" تروي تجارب الأباء المؤسسين وتحفظ الذاكرة من خلال خلق تواصل بين جيلين وذلك أيضا من خلال العمل على تجميع أرشيف المهرجان.

وفي سياق متصل، اعتبر المدير الفني لمهرجان قرطاج عماد العليبي أن جائجة كورونا خلقت فرصة للقائمين على هذه التظاهرة العريقة لرقمنة الأرشيف، مشيرا إلى أهمية هذه الخطوة بالنسبة للصحفيين والباحثين وحتى الفنانين الذين يتعامل معهم المهرجان. 

وأشار العليبي إلى انه يجري التنسيق مع عدد من المهرجانات الدولية من احل التعاون كما تم عقد اتفاقية مع غوغل للفن والثقافة من أجل إنشا منصة رقمية خاصة بمهرجان قرطاج وهي سابقة أولى من نوعها في شمال إفريقيا.

سياسة ثقافية واضحة المعالم..

من جهته قال مدير عام المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنّيّة يوسف الاشخم إن المؤسسة لا تتدخر جهدها في ترسيخ معالم سياسة ثقافية واضحة ومتفق عليها للمهرجانات الكبرى الراجعة بالنظر للمؤسسة، وعلى رأسها مهرجان قرطاج الدولي الذي يعد من اكبر واجهات الثقافة الوطنية

وأكّد الأشخم أن المؤسسة لم تدّخر جهدا بالتعاون مع الهيئة المديرة للمهرجان على إعادته إلى مكانته الأصلية وإشعاعه الأوّل كعلامة ثقافية متميّزة، مشيرا إلى أن الجائحة منحت المهرجان الوقت لأرشفة ذاكرته.

وتحدّث عن السياسة الثقافية في تونس وغيابها خلال العقدين الاخيرين الامر الذي أثر في أغلب المشاريع الثقافية التي تديرها الدولة وأهمها مهرجان قرطاج الذي فقد أبرو ملامحه في علاقة بالقيمة الفنية.

وفي إطار رهان التوثيق تعمل المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية على إنجاز معرض لمختلف المواد التي تم جمعها ورقمنتها إلى جانب إنتاج فيلم وثائقي بخصوص تاريخ المهرجان وإنجاز كتاب من المنتظر أن يكون مرجعا مهما.

جديد العروض.. 

تحمل فلسفة مهرجان قرطاج في دورة 2021 تجديدا في علاقة بالفعاليات التي ستنطلق، على غير العادة، منذ شهر ماي من خلال عرض  للأوركسترا السيمفونية الإيطالية تكريماً للموسيقار الإيطالي إينو موريكنو  الذي توفي في صيف 2020، يوم 21 ماي 2021، إذ كان من المفترض أن يكون حاضرا على ركح قرطاج في السنة الماضية، وفق حديث عماد العليبي.

في السياق ذاته أشار العليبي إلى أن "هذه الدورة للمهرجان تتضمن أنماطا موسيقية مختلفة مثل الجاز والموسيقى الكلاسيكية وموسيقى العالم، إضافة إلى المشاريع الفنية التونسية التي تقدّم إبداعات تونسية أصلية وجديدة".

وعلى امتداد أيام 20 و21 و22 ماي تنتظم "ليلة النجوم" وهي مشروع فني مشترك بين المخرجة المسرحية آسيا الجعايبي والكوريغراف سليم بن صافية ويتمثل في إقامة عروض فنية مختلفة في أماكن غير سائدة ومألوفة لدى جمهور الثقافة.

وللنمط الغنائي "الفادو" نصيب من العروض من خلال عرض فني للبرتغالية سارة كوريا التي تتقن هذا النمط الاستثنائي وتجيد الغوص في تفاصيله وتوظيفها مع موسيقات أخرى مع الحفاظ على خصوصيته.

وسيكون عشاق الفن الشعبي مع عرض للهادي حبوبة من تنسيق نصر الدين الشبلي وفيه تجديد على مستوى الإيقاعات مع الحفاظ على خصوصية الفن الشعبي، وهو عرض من إنتاج وتوزيع مهرجان قرطاج الدولي.

ويحضر النمط الصوفي الروحاني من خلال عرض "بحر الصوفية"من غناء نبيهة كراولي ومن إنتاج وألحان عادل بندقة وإخراج ركحي لمحمد علي بن جمعة، وهو عرض فرجوي تتماهى فيه الجمالية بالإيقاعات الموسيقية التي تخاطب الوجدان، علما وأن عنوان العرض أولي.

وتكريسا لشعار اللامركزية الثقافية، يحضر مركز الفنون الدرامية والركحية بعرض ديوان الرمل للمخرجين علي اليحياوي ولسعد بن عبد الله، وهو عرض فرجوي درامي أوبرالي يراوح بين الموسيقى البدوية الصحراوية والرقص التعبيري المعاصر.

يشار إلى أن الندوة الصحفية التي عقدتها إدارة مهرجان قرطاج، كانت مناسبة لتقديم الهوية البصرية الجديدة لمهرجان قرطاج الدولي من قبل المكلف بالاتصال حسان سايس، وهي هوية تحمل الكثير من الألوان والحركية.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.