غرق مركب مهاجرين بسواحل المهدية: انتشال جثث أب وطفليه.. واتهامات للدولة بـ”التقاعس” في البحث عن المفقودين

مروى الدريدي-

في متابعة لحادث غرق مركب مهاجرين غير نظاميين بسواحل ولاية المهدية، صباح الأحد 17 أكتوبر 2021، على متنه 31 شخصا كانوا يننون الإبحار باتجاه السواحل الايطالية، لم تسفر عمليات البحث عن العثور عن مفقودين جدد، حيث أن اخر الأرقام تفيد بانقاذ 7 أشخاص وانتشال 4 جثث، من بينها جثث رجل وطفليه (ولد وبنت) يبلغان من العمر 6 و7 سنوات.

واتصلت حقائق أون لاين بالناطق الرسمي باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبابلي، الذي صرّح بأنه ليس لديه معطيات محينة بخصوص الحادث، وأن ذلك موكل للقيادات الأمنية الموجودة على عين المكان في المهدية.

وفي تصريح لحقائق أون لاين، قال الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر، إن 21 شخصا ما يزالون في عداد المفقودين منذ يوم الأحد الفارط وجميعهم أصيلي معتمديات المهدية وعماداتها، معبرا عن أسفه لوفاة أب وطفليه في هذا الحادث المأساوي، ولعدم العثور عن بقية المفقودين إلى غاية اليوم.

وعن أسباب الحادث أفاد رمضان بن عمر، أن الحمولة كبيرة إذ أن عدد المهاجرين 31 شخصا في مركب طوله 6 أمتار، مشددا على أنهم ضحية المهرب المسكون بهاجس الربح المادي، دون سعيه لضمان سلامة الركاب.

واستغرب رمضان بن عمر، عدم العثور عن مفقودين جدد رغم الظروف الطبيعية الملائمة، لافتا إلى أن بقايا المركب لم يتم العثور عليها أيضا.

وأفاد بأن حالة غليان تسود أهالي المفقودين والضحايا، وقد نظموا وقفة احتجاجية هذا الصباح دون أي تفاعل من أي مسؤول، معتبرا أن الدولة لا تبالي بهؤلاء المفقودين، لأنها تعتبر أنهم هم من سعوا إلى الهجرة وركوب الخطر، وفق قوله.

وبين أن الدولة بهذا المنطق توجه رسالة سلبية جدّا إلى مواطنيها، وتابع في ذات السياق، بأن مقاربة الدولة في تعاملها مع موضوع الهجرة أمنية بحتة، حيث أنها تسخّر كل جهودها وامكانياتها في عمليات منع وصول المهاجرين إلى السواحل الاوروبية، في مقابل تقاعسها عن البحث عن مفقودين في منطقة صغيرة.

وقال بن عمر: "هناك 450 مفقودا على الشواطئ التونسية منذ جانفي 2021، جلهم أفارقة من جنوب الصحراء، و30 بالمائة منهم تقريبا تونسيون وهو أعلى رقم للمفقودين تم تسجيله منذ سنة 2012، في مقابل ذلك منعت الدولة إلى حدود 15 أكتوبر 2021، 21 ألف مهاجر من الوصول الى السواحل الايطالية، وهو يعتبر نصف عدد المهاجرين الذين قامت بمنعهم من سنة 2011 إلى سنة 2020، البالغ 42 ألف مهاجر.

واستنتج رمضان بن عمر، أن منطق الدولة، أمني فقط وليس في منطقها البحث والانقاذ، وفق تعبيره، مشيرا إلى أنه في الليلة الفاصلة بين 2و3 اكتوبر 2021، منعت السلطات الامنية 47 عملية هجرة، بإمكانياتها التي لديها في حين أنها عجزت عن العثور عن مفقودين في منطقة صغيرة، في رسالة مفادها  "واجه مصيرك بمفردك"، على حد تعبيره.

وتواصل جميع الوحدات البحرية عمليات البحث عن مفقودين منذ الأحد الفارط، في حين أذنت النيابة العمومية بفتح بحث تحقيقي بخصوص تكوين وفاق يهدف إلى اجتياز الحدود البحرية خلسة والناجم عنه موت.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.