عيد جمهورية بطعم الغياب والانتظار..

 يسرى الشيخاوي- 

سبع سنوات تمر اليوم على اغتيال محمّد البراهمي وما تزال الحقيقة مستترة لا تلقى طريقها إلى النور، وما يزال انتظارها يتأجج في أنفس أفراد عائلته، وماتزال ابنته بلقيس تخطّ كلماتها لعلّها تتحرّر من أسئلة لا تجد لها أجوبة.

ذكرى اغتيال مرفوقة بدموع أبناء مازالوا إلى اليوم لا يصدّقون أن أياد جبانة منعت عنهم ابتسامة والدهم، وذكرى رحيل رئيس الجمهورية السابق الباجي قائد السبسي وعيد جمهورية وسط مشهدية سياسية تلفّها الفوضى.

لا شيء يوحي صباح اليوم بهذا الاحتفال، رتابة وكآبة تخيّم على الوضع العام وهدوء مخيف يحيل إلى العاصفة، وكلمات بلقيس ترشح وجعا وصور قائد السبسي توشّح صفحات التواصل الاجتماعي.

عيد للجمهورية، الجمهورية التي قامت على تضحيات رجالات نذروا دماءهم لتونس، يمرّ اليوم والسياسيون يتناحرون ويتراشقون بالتهم والكراسي نصب اعينهم، يريدونها ولا يريدون الوطن مع بعض الاستثناءات التي تاهت وسط الزحام.

"عيد بأي حال عدت يا عيد؟" سؤال يقفز إلى الأذهان والجمهورية تقف على شفا الهاوية وسياسيون هاوون يدفعون بها إلى الأمام وهم لا يفكرون إلّا في مصالحهم الضيقة ضيق صدورهم أمام الاختلاف.

فوضى وغموض وتناحر وتصاب هي السمات الظاهرة للمشهد السياسي في تونس اليوم، مشهد يغيب عنه أو يُغيّب عنه حكماء يأخذون تونس إلى ميناء الاستقرار بعيدا عن الأهواء والصراعات الايديولوجية.

غياب مقلق لاستراتيجية للعبور إلى ضفة اخرى بعيدا عن المشاهد التي تحاكي " السيرك" وانتظار مضن لحلول عملية ترجّح كفّة مصلحة الوطن والشعب لا مصلحة فئة ضيقة تمدّ أياديها في كل مرة لتخنق كل محاولة للنهوض والاستقرار.

وضع سياسي مفتوح على كل السيناريوهات ووضع اقتصادي يقود إلى كل الاحتمالات ووضع اجتماعي آيل إلى الانفجار في أي حين، هذه بعض ملامح عيد الجمهورية الذي يأتي هذه السنة بطعم الغياب والانتظار.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.