في وقت تتعالى فيه الأصوات للتنديد بالممارسات القمعية لرجال الأمن بمختلف تشكيلاتهم يواصل البعض منهم ممارسة هوايته في الاعتداء على الغير ظنا أن لا رقيب أو لا حسيب على أفعالهم..
بالأمس اعتدى أحد الأمنيين على محام بالعنف داخل حرم محكمة سوسة وعند اكتشافه هوية المعتدى عليه بادر "السيد الأمنيّ" بالاعتذار ويا ليته ما اعتذر بما أن ذريعته كانت سوء ظن منه أن المحامي مواطن عادي؟
ولأنه ظنه -(وإن بعض الظن اثم)- مواطنا عاديا شرّع لنفسه الاعتداء عليه.. فرقبة المواطن "حلال" لبعض الأمنيين حتى يركبوها ويصفعوها ولا ندري فقد يأتي يوم يضربوها..
المحامي ترك وصية لزملائنا الصحفيين في القصرين فكان أن اعتدى عليهم بعض أعوان الحرس الأمر الذي أجبر وزير الداخلية على دفع أعوانه للاعتذار في محاولة لتجاوز ما حدث..
كل ما سبق وغيره لا يساوي قطرة من بحر اعتداءات لم تنته على "الفيراجيست" الذين كانوا أكثر من غيرهم عرضة للاعتداءات التي لا تشرف مؤسسة يفترض أنها بعثت لأمن المواطن قبل أن تتحول إلى مرهبه الأول..
آخر المستجدات جاءت من ملعب المنزه اليوم أين اعتدى عونا أمن على أحد أحباء النادي الإفريقي وهو هيكل الجابري البالغ 25 سنة والقاطن بجهة الزهروني..
هيكل أهانه العونان بقوله يا "معاق" لا لشيء إلا لأنه ابتلي من خالقه بإعاقة عضوية جعلته لا يتحرك إلا بمعونة من عكازين هما أقرب إليه من ساقيه.. عونا الأمن تسببا في سقوط محب الإفريقي بإحدى "البرك" التي ولدتها الأمطار لتلطخ ملابسه قبل أن يقتاداه إلى "السيارة الأمنية" "الباقا" أين أشبعاه عنفا ماديا ولفظيا قبل أن يطلقا سرحاه لاحقا..
هيكل الجابري أكد في تصريحاته لـ"حقائق أون لاين" أنه تألم كثيرا لما عاناه اليوم في المنزه خاصة عند الإصرار على وصفه بـ"المعاق" الأمر الذي مس من معنوياته قبل أن يختم بالتأكيد على أنه يستطيع التعرف على معنفيه من بين المئات وهي رسالة واضحة إلى المسؤولين علهم يعيدون لهذا المحب حقه المعنوي..
