علية الصغير: النهضة تعتمد ازدواجية الخطاب.. و لم تتتونس كما تدّعي

قال المؤرخ الجامعي عميرة علية الصغير ، في حوار مع حقائق أون لاين اليوم الاثنين 16 جوان 2014، ان الفكر المتطرف لا يقتصر على الوهابية فحسب بل يوجد صنفان منه، الأول يتمثل في الفكر الوهابي المدعوم من المملكة العربية السعودية أما الثاني فهو فكر الإخوان المسلمين الذي تقف وراءه دولة قطر و الجمعيات الاسلامية المنتشرة عبر العالم.
 
وأكد عليّه الصغير ان حركة النهضة تنتمي إلى تنظيم الإخوان المسلمين العالمي فهي قد قامت ببيعته منذ تأسيسها تحت اسم الاتجاه الإسلامي ولا يمكنها ان تنكر انتماءها له ، معتبراً ان النهضة حالياً تعتمد على ازدواجية الخطاب وان الاعتدال الملاحظ في خطابها إثر  اجبارها على الخروج من الحكومة لا يعدو ان يكون الا مجرّد خطاب و دعاية.
 
وأشار إلى ان كتاب رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي حول "الحريات العامّة في الإسلام"، والذي أعيد نشره سنة 2011 بتونس، يعكس الموقف الذي تتبناه الحركة منذ تأسيسها بالنسبة للديمقراطية والقيم الكونية ، مبيناً انه يمكن استقصاء ازدواجية الخطاب للنهضة وزعيمها بالبراهين من خلال كتاب "دعوة راشد الغنوشي إلى أسلمة المسلمين وخلط الدولة والسياسة بالدين" للأكاديمي "عفيف البوني"، وكذلك كتاب "النهضة وحقائقها الخمس" للأستاذ الجامعي عدنان الإمام والذي صدر باللغتين الفرنسية و العربيّة.
 
وأضاف محدثنا ان النهضة تلقي بخطاب معتدل على الرأي العام المحلي والدولي في حين ان ممارساتها مع قواعدها وأتباعها تختلف كثيراً عن هذا الخطاب وتلتزم بمبادئ الإخوان المسلمين ، موضحاً ان هذه الطريقة موجودة في منطق الإخوان وتسمى بالـ "التقية" التي يتمّ اللجوء إليها لإخفاء الحقيقة مقابل العمل بشكل سري بهدف إحداث تكوين سري يتغلغل في مختلف أجهزة الدولة  حتى التمكين و الانقضاض على الحكم و ان كانت للنهضة حقيقة اخرى فلتقم بنقدها لمرجعياتها العقائدية و تعلن جهرا انها ترفض فكر البنّا و سيّد قط و المودودي  و القرضاوي و عمر التلمساني و دونهم.
 
وأوضح أستاذ التاريخ المعاصر ان النهضة اعتبرت ممّا حصل لإخوان مصر وتصنيفهم كتنظيم إرهابي علاوة عن تخلي الدول النفطية عنهم وفشل مشروعهم في سورية، الأمر الذي دفعهم إلى التراجع تكتيكيا و تنصلهم من الانتماء اصلا لتنظيم الاخوان  و التخفيض من غلوائهم  وتبني خطاب معتدل وفق قوله، مؤكداً في الوقت نفسه ان هذا الأمر ليس أكثر من تكتيك يهدف إلى ربح الوقت حتى تمر العاصفة ولا يعني البتة  تونسة الحركة.
 
وأردف بالقول ان جماعة النهضة  لو كانوا صادقين لقاموا بنقد ذاتي واعترفوا بتكوينهم مجموعات سرية وتنظيمات إرهابية، كانت نتائجها عمليات الارهاب سنة 1987 في سوسة و المنستير و محاولة الانقلاب عسكريا سنة 1987 و 1991 عبر جناحهم السري المدسوس آنذاك بجهازي الجيش و الأمن او محاولاتهم  امن موازي بعد الثورة كما نددت بذلك النقابات الأمنية.
 
وأبرز علية الصغير ان الفرق بين الإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية هو ان الإخوان يعتمدون مبدأ التدرج ومنطق التمكين والدعوة و لا يرفضون العنف  ، في حين ان الجماعات المتشددة متعجلون في الوصول إلى هدفهم ، مشدداً على ان هدف الطرفين يبقى واحداً لأن هذه الثقافة العنفية والتكفيريّة يعتبرونها تبشر ب" ثقافة جديدة" بديلة طبعا..

وختم بالإشارة إلى ان النهضة تعتمد على مرحلة التسرّب واحتلال الإدارة ومنابر الإعلام والثقافة، فضلاً عن علاقتها المباشرة أو غير المباشرة من حيث تواطئها في العمليات الإرهابية التي شهدتها تونس وكذلك سوريا من خلال دفع الشباب إلى الجهاد في بلاد الشام، حسب تأكيده و ترك الحبل على الغارب لدعاة التكفير و القتل و الارهاب باسم التسامح و تونس للجميع.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.