على وقع أبيات قصيد “نساء بلادي”: قائدة الـ”C-130″ تؤمن رحلة 75 عسكريا إلى مالي

  أمل الصامت –

"كتبت كتبت فلم يبق حرف.. وصفت وصفت فلم يبق وصف.. أقول إذا باختصار وأمضي.. نساء بلادي نساء ونصف".. أبيات من قصيد للراحل صغير أولاد حمد، هي أول ما تبادر إلى ذهني عندما رأيتها منتصبة القامة، شامخة بين زملائها من مختلف التشكيلات والفيالق العسكرية التابعة لجيش الطيران، متفرّدة بإشعاع المرأة الصلبة التي لا حواجز في معجم طموحها أمام فرض ذاتها وإثبات قدرتها على الوقوف جنبا إلى جنب مع الرجل مهما كان التحدّي.

لا يختلف اثنان حول الهيبة التي يفرضها عناصر الجيش الوطني التونسي في أي مكان تواجدوا فيه، بكل ذلك الشموخ والانضباط الذين تلمسهما في أعينهم، إلا أن تواجد النقيب ألفة لجنف قائدة الطائرة العسكرية من طراز C-130 بين 74 من أفراد البعثة الأممية لجيش الطيران لجمهورية مالي في إطار حفظ السلام والتي ينطلق عملها الفعلي في مالي ابتداء من غرة فيفري القادم، كان بمثابة بقعة ضوء ساطعة في سماء القاعدة الجوية بالعوينة خلال مهرجان التوديع الذي أقيم على شرفهم يوم الجمعة 18 جانفي 2019، بحضور وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي وعدد من قيادات الجيش التونسي الأعرق في تاريخ الجيوش العربية.

هي امرأة شابة مازالت لم تتجاوز الثلاثينات من عمرها ولكنها عسكرية كفؤة بشهادة الوزير عبد الكريم الزبيدي الذي سبق وأن تنقل في مهمتين خارج تونس على متن طائرة هي قائدتها، تخرجت من مدرسة الطيران ببرج العامري تخصصت في قيادة الطائرات من طراز C-130، وها هي تختار الانظمام إلى بعثة اممية إلى بلد يعيش ظروفا أمنية صعبة، بحيث لا يمكن وصف المهمة بالهينة، لتجسد تلك الصورة الشعرية القائلة "نساء بلادي نساء ونصف" في أبهى تجلياتها.

وليست النقيب ألفة لجنف وحدها التي تبرهن دور المرأة التونسية في المؤسسة العسكرية إذ تمثل نسبة النساء 6% من العدد الجملي لأبناء هذه المؤسسة، وهي نسبة تبدو ضعيفة في ظاهرها، إلا انها مشرفة جدا إذا ما قارناها بنسب مشاركة المراة في هذا السلك في الدول المتقدمة، وفق تقدير وزير الدفاع الوطني، حيث تمثل نسبة العسكريات في الجيش الإطالي مثلا 4% فقط.

وتظطلع عسكريات تونس بمهام مختلفة تتوزع على الوظائف الإدارية والقطاع الصحي والخطط السامية في مختلف الأجهزة التابعة لوزارة الدفاع الوطني، لنجد على سبيل الذكر لا الحصر أن الوكيل العام للقظاء العسكري في تونس امرأة، والملحق العسكري في بروكسال المكلف بعلاقات التعاون بين تونس وبلجيكا وبين تونس والاتحاد الأوروبي وبين تونس والناتو أيضا امرأة.

إليكن مني نساء المؤسسة العسكرية تحية إكبار وإجلال، فمهما كتبت ومهما وصفت لن أجد ما يكفي من العبارات لأوفيكن حق مثابرتكن وصمودكن في وجه كل الصعاب، وكيف لا و"نساء بلادي نساء ونصف".

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.