قامت ادارة اذاعة موزاييك التونسية الخاصة بمصادرة مقطع لتسجيل ساخر أنجزه الكوميدي المتميّز وسيم الحريصي شهر "ميغالو" في سلسلة سايس خوك بمناسبة الانتخابات الجزائرية التي فاز فيها عبد العزيز بوتفليقة بعهدة رابعة.
وتضمّن المقطع المصادر نقدا للرئيس بوتفليقة الذي خيّر الترشح في انتخابات المرادية "2014" رغم مشاكله الصحيّة التي كانت سببا في إدلائه بصوته يوم الخميس الفارط وهو على كرسي متحرك.
وقد أنجز هذا العمل الساخر بصوت المعلّق الجزائري الشهير حفيظ ادراجي الذي نجح "ميغالو" في تقليده بشكل طريف لا يخلو من رسائل نقدية لكنها لم تخرج قطّ عن دائرة حرية التعبير والابداع حسب نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي الذين رأوا في هذا القرار عودة إلى مربع الرقابة والصنصرة على الصحافة التي تحرّرت نهائيا من ربقة الاستبداد بفضل الثورة ونضالات الشعب التونسي.
وذكرت صحيفة الحدث الجزائري أنّ نائبين بالمجلس الشعبي الوطني يمثلان شمال إفريقيا و المشرق العربي و ثلاثة نواب آخرين من ولاية تبسة رفعوا شكاية إزاء ما أسموه " تحامل " إذاعة موزاييك على الإنتخابات الرئاسية و المسّ بشخص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في رسالة تم توجيهها إلى وزير الإتصال عبد القادر مساهل مرفوقة بتسجيل صوتي حول حصة إذاعية بعنوان "سايس خوك" بثت الخميس الماضي 18 أفريل على الساعة 7 و 45 دقيقة .
و قال النواب الخمسة الموقعون على الرسالة إن الإذاعة التونسية " تخطت كل الحدود الأخلاقية و الأعراف الدولية و تناست العلاقات الدبلوماسية التي تربط الجزائر بالشقيقة تونس لذلك وجب التدخل من أعلى المستويات " وفقا لذات المصدر.
وبرّر المدير الاداري لاذاعة موزاييك الهادي السنوسي قرار حذف المقطع ببلوغ خبر إحتجاج وزارة الإتصال الجزائرية وذلك تمهيدا لإستقبال نواب عن جالية الجزائر في استديوهات الاذاعة الأكثر استماعا في تونس.
كما أفاد الهادي السنوسي أن صاحب البرنامج سيقدّم اعتذارا إلى السلطات الجزائرية في نفس التوقيت الذي بثت فيه الحصة.
هذا وقد حاولنا الاتصال بالاعلامي والكوميدي وسيم الحريصي صاحب المقطع المحذوف لاستجلاء موقفه لكن لم يتسن لنا ذلك.
