يسرى الشيخاوي-
بعيدا عن الواقع المثقل بالأوجاع، وعن المشهد السياسي الذي لا تلوح له أمائر وسط الغموض، وعن كل ما من شأنه أن يسرّب الحزن إلى القلب والروح، يأتي عرض "نيوتراد" للفرقة الوطنية للموسيقى ليدرّ جرعات من الحياة.
"نيوتراد"، هو العرض الموسيقي الأول للفرقة الوطنيية للموسيقى بقيادة المايستور محمد الأسود بعد انقطاع فرضته جائحة كورونا، وفيه تعانقت آلتي الكلارينات والناي مع آلات وترية وإيقاعية أخرى لتخلق في كل مرة توليفة موسيقية تحاكي الحياة.
إثر كلمات مشحونة بالفرح لفظها المايسترو محمد الأسود ليعرب عن سعادته بعودة الحياة إلى المشهد الثقافي والعروض الموسيقية، آذنت الآلات الموسيقية بميلاد زمن موسيقي ينتشل الجمهور من الواقع.
وعلى الركح، علا صوت الموسيقى وروت إذ شحنها العازف اسكندر بن عبيد أنفاسه آلة الكلارينات حكايات كثيرة عن الحب والحنين والأمل والمحاولة، وغازل صوتها نغمات البيانو إذ خطّت عليه أنامل فصولا من الحياة.
موسيقى آلاتية انسابت فيها أصوات الكمنجات والتشيلو والإيقاعات والبيانو والكلارينات لتخلق موسيقى مزينة بألوان الجاز والموسيقى الشرقية والتركية، مزيج موسيقي ينبت للروح أجنحة ويحملها إلى عوالم أخرى.