عربية كربول…وكربلاء اللغة العربية

مشاركة وزيرة السياحة في برنامج تلفزي مؤخّرا، أطلقت لألسنة منتقديها العنان كي يطعنوا في اتقانها اللغة العربية، وأصبح للشعب التونسي في ظرف وجيز 10 آلاف مختصّ في اللغة أو يزيد … 

قالوا انّ الوزيرة التكنوقراط جابت أرجاء العالم وأصقاعه، فتمكّنت من لسان شكسبير وفولتير وفقدت لسان العرب… والغريب أنّ الوزيرة كانت تتحدّث في البرنامج باللغة العامية التونسية لا الفصحى.. أفلا يفرّق حماة العربية بين الفصحى والعامية التونسية وكلاهما لغة قائمة الذات  في علم اللسانيات؟ 

أكثر من ذلك، بعد انتقال سيبويه الى الرفيق الأعلى، لم يعد هناك سلطان للغة العربية الفصحى يحكم فيها بأمر الله أو أمره…فجميع العرب من المحيط الى الخليج يرتكبون المذابح اللغوية بشكل يومي… وقلّة قليلة من حفظة القرآن أو المتخصّصين في علوم اللغة من ظلّوا معصومين من الاعتداء على سمعة العربية ومكانتها بين لغات العالمين… 

ألق نظرة على فروض طلبة الجامعات لتعلم أن نطق "مفترخين" عوضا عن "مفتخرين"، يهون أمام فظائع يرتكبها الطلبة وأحيانا الأساتذة أنفسهم… واسمع لمفكّرينا ومحلّلينا وباحثينا، تجد أنّ كثيرا منهم، الاّ من رحم ربّي، في حاجة الى قاموس جيب للغة العربية يستعين به على تكوين الجمل والعبارات…

اللغة العربية تعيش أزمة حقيقية وجب استئصال علّتها من الجذور… بل هي تقتل منذ عقود طعنا بالخناجر وضربا بالسيوف في كربلاء مصيرية بعدها الفرج أو العدم… كربلاء لم تصنعها كربول وحدها.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.