في ردّ فايسبوكي على تصريحات سابقة للإعلامية وناشطة المجتمع المدني نزيهة رجيبة نشرها في وقت سابق موقع "حقائق أونلاين"، كتب عدنان منصر مدير الحملة الانتخابية لرئيس الجمهورية المؤقت منصف المرزوقي يقول على جدار صفحته الفايسبوكية، صباح اليوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2014، ما يلي:
"أم زياد، صباح الخير. طالعت ما كتبته ردا على ما قلته في ندوة السبت حول أن هذه الانتخابات مواجهة بين منظومة 18 أكتوبر ومنظومة 7 نوفمبر.
وددت سيدتي أن تكوني في ردك أكثر تحررا من التفاصيل الصغيرة، وأن لا تتخفي وراء رفض اتخاذ موقف يدعم الاستقطاب للتغطية على حرجك، وهو سياسي بالأساس.
لا تزالين سيدتي ذهنيا في المواجهات الجزئية، وفية لمبدأ "الفصل بین المسارات"، وللهوس القدیم بالتموقع فوق التناقضات، ولو کنت جزءا من هذه التناقضات، رغما عنک. نعم، تاریخک لا یجعلک فوق التناقضات، لأنه تاریخ صراع ضد الاستبداد، والحیاد الظاهر فی مواقفک منذ ثلاث سنوات لا یمکن أن یغطي أبدا على أن ما حدده ليس الكليات، بل الجزئيات.
تنظرين إلى الصراع القائم وكأنه فقط صراع بين النهضة والنداء، أو كما قلت بين مشروعين للاستبداد. لو كان الأمر كذلك لاتفقا منذ زمان على كل شيء، فالمستبدون أصدقاء ولو اختلفوا حول التفاصيل.
الصراع سيدتي كان ومنذ 18 أكتوبر بين منطق ومنطق، بين جبهة عازمة على القفز فوق خلافاتها الفرعية في مواجهتها لواقع الاستبداد، بين من كان يكمم الأقلام والأفواه ومن كان يروم تحريرها وإطلاقها، بين من جعل من الالتفاف على الدستور والقوانين ممارسة يومية، وبين من اعتبر ذلك خطيئة يومية، بين من احتكر الثروة وبين من أراد أن توزع بالعدل بين الناس، بين من دجن القضاء وجعله عصاه التي يتوكأ عليها ويبطش بها، وبين من حاول فرض استقلال القضاء والقضاة. هذا هو الصراع سيدتي، ولا تنفع هنا "لكن" و "ربما".
أنت سيدتي الكريمة في التفاصيل، وأحسب أنك لم تغادريها منذ بعض الوقت، رغم أنك لم تجعلي للتفاصيل. الأمر أخطر سيدتي، ولا أخالك تسيئين التقدير، ولكنها حبائل التفاصيل مرة أخرى.
أربأ بك عن عدم القدرة على رؤية كل ذلك القبح الذي يهدد بالاستيلاء على مصائرنا مجددا، وأربأ بك عن ألا تبصري من قيم 18 أكتوبر سوى صراع الديكة الصغير. من اهتم بصراع الديكة داسته الديناصورات سيدتي، ونهشته الذئاب، وليست هذه بالتفاصيل ! احترامي سيدتي".