يسرى الشيخاوي-
هناك على سفح جبل سمامة، لا تعلم متى تصافح الموت في تجلياته المختلفة وألوانه المتدرّجة في السواد، فأنت إمّا دائس على موت في هيئة لغم، أو في مواجهة إرهاب سكن تجاويف الجبال، أو تهميش يحملك نحو العدم.
هناك، حيث تواسي الوجوه المتعبة والعيون المرهقة نفسها بابتسامات تماهى فيها اليأس بالأمل فصارت خارج سياق الواقع، وُلد المشروع الثقافي الجبلي سمامة لصاحبه عدنان الهلالي على خطّ النار، لامس ألسنتها ولم يحترق بل جعلها دليله في ظلمة المكان الذي يفتقر إلى نور الثقافة.
وصار لسكان السفح، ثقافتهم التي تشبههم، ثقافة تنهل من عمق الرعاة، من بساطتهم وعمقهم الذي لا يفهمه إلا من خبر ثنايا الجبال وحفظ أغانيهم وبثّ شكواه للنعاج والخرفان ذات صباح.
عروض موسيقسة ومسرحية، سيرك ومعارض فنية لكل أهالي سمامة الموسومين بجذوة الإبداع، المحبين للحياة والمتشبثين بالأمل رغم الواقع، ولكن يبدو أن إعمار الجبل ، ومحاربة الإرهاب بالثقافة تهمة لا تلبث تلاحق عدنان الهلالي.
وغدا يمثل الهلالي مرّة أخرى أمام محكمة سبيطلة بتهمة إيواء أجانب في المنطقة العسكرية دون ترخيص في محاولة لتضييق الخناق على المركز الجبلي والدفع نحو إغلاقه، وفق ما ذهب إليه راعي المركز الثقافي في تدوينة نشرها على صفحته بالفايسبوك.
وفيما يلي نص التدوينة: