عبد الله العبيدي : تونس تعيش على وقع ضغوطات

من  المنتظر أن يؤدي رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة زيارة رسمية إلى تونس غدا الأربعاء 30 نوفمبر 2022، مرفوقا بوفد يضم محافظ مصرف ليبيا المركزي، ورئيسي المؤسسة الوطنية للنفط ، وديوان المحاسبة، إضافة إلى عدد من وزراء حكومته.

وتأتي الزيارة المنتظرة من الدبيبة الى تونس، وفق وسائل إعلام ليبية، مباشرة بعد  الزيارة التي أدتها رئيسة الحكومة نجلاء بودن، امس الاثنين 28 نوفمبر إلى الجزائر .

حركة إقليمية لا يمكن اخفاؤها، فسفر رئيسة الحكومة الى الجزائر، بدوره جاء  بعد يومين فقط  من زيارة  العمل التي أدّاها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إلى تونس، كمبعوث خاص إلى  قيس سعيّد الاسبوع الفارط.

وسلّم  لعمامرة، في زيارته الى تونس رسالة من الرئيس عبد المجيد تبون إلى الرئيس قيس سعيد، وذلك بعد عودته من نيامي عاصمة النيجر.

وتفتح هذه الزيارات المتزامنة والتي اتت في وقت قصير بين مسؤولين كبار في تونس وليبيا والجزائر السؤال عن الأسباب الحقيقيّة التي تقف وراءها وحقيقة الاوضاع في المنطقة.

وفي هذا السياق يقول الخبير في العلاقات الدولية والديبلوماسي السابق الاستاذ عبد الله العبيدي لحقائق اون لان، إنه من الواضح أن هذه الزيارات المتبادلة تأتي في سياق الأوضاع الراهنة على الصعيد الاقليمي وما تفرضه التوترات الدولية من تحديات سياسية واقتصادية.

ورجّح محدثتا أن تونس تمارس عليها ضغوطات كبيرة من مختلف الاطراف الفاعلة في المنطقة، خاصة ان الجزائر تعد معزولة إقليميا بسبب الصراع المغربي الجزائري، وتدهور الاوضاع على حدودها مع ليبيا والتهديد الارهابي الذي ياتيها من جماعات مسلحة في دول النيجر ومالي خاصة.

واليوم تسعى الجزائر الى لعب دور في المنطقة وفي الازمة الليبية بشكل أساسي لانهاء الصراع على الارض ،لتقطع مع ما حدث خلال السنوات الماضية حيث تميز موققفها بالتحفظ والاكتفاء بمتابعة الأوضاع.

وتابع محدثنا: الامور محتدة فالرهانات الاستراتيجية في المنطقة والموازنات الكبرى، جعلت تونس بين "كفي الرحى" في علاقتها بدول الجوار والدول الفاعلة، خاصة انها اتجهت الى صندوق النقد الدولي حيث من المنتظر استكمال بقية الاتفاق في ديسمبر الجاري.

واعتبر العبيدي أن هذه الضغوطات التي تمارس على تونس، ناتجة عن انهيار الشبكة التي بُنيت منذ الاستقلال التي خلفت حيادا وممناعة. 

على صعيد آخر، فإن الزيارة المرتقبة للدبيبة غدا الأربعاء 30 نوفمبر 2022، ورئيسي المؤسسة الوطنية للنفط، تحمل بعدا اقتصاديا وتجاريا لدفع التعاون والشراكة بين البلدين في قطاع المحروقات. 
وفي منتصف نوفمير الجاري أدى وفد حكومي تونسي رفيع المستوى، زيارة عمل إلى طرابلس، يضم كلا من وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة  ووزيرة التجارة وتنمية الصادرات ووزيرالنقل  الرئيسة المديرة العامة للشركة التونسية لصناعات التكرير.

 وانعقدت حينها جلسة عمل وزارية جمعت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة بوزير النفط والغاز الليبي حيث اتفقا على استعادة التعاون الثنائي بين الوزارتين في مجالي النفط والغاز وتمت برمجة زيارة عمل إلى تونس ، للتباحث حول آليات تفعيل التبادل التجاري والتعاون التقني والفني في مجالي النفط والغاز وآفاق الشراكة المربحة للطرفين في هذين المجالين.  
ومنحت ليبيا مؤخرا تونس 30 ألف طن من البنزين، وجاءت هذه الحمولة ببادرة من الديبية، في إطار الدعم والتضامن.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.